كتاب الصليبية والجهاد (حرب الألف سنة بين العالم الإسلامي وعالم الشمال) - ويليام بولك
كان ويليام ر. بولك William Roe Polk أستاذاً للأدب العربي والتاريخ في جامعة هارفارد وجامعة شيكاغو. دَرَسَ في أمريكا ومكسيكو وتشيلي وبغداد والقاهرة.
عَمِلَ في لجنة تخطيط السياسات لدى الرئيس كنيدي، وفاوَضَ على وقفِ إطلاق النار المصري – الإسرائيلي في السويس وشارَكَ في كتابة معاهدة السلام في حرب الأيام الستة في الشرق الأوسط.
زارَ كثيراً من دول العالَم وقابَلَ ملوكاً ورؤساء ومسؤولين وزعماء ثورات وطنية وقادة حركات استقلال في كثير من أرجاء العالَم. نشر تسعة عشر كتاباً في العلاقات الدولية خاصة فيما يتعلق بفلسطين ولبنان والعراق وإيران وأفغانستان والعالَم العربي والشرق الأوسط.
يُقَدِّمُ لنا في أحدثِ كتُبِهِ «الصَّليبية والجهاد» خلاصةً حكيمة لمَعارفِهِ المباشرة وبَحثِهِ الجاد على مدى سبعين سنة مِنَ الدراسة والعمل في كثير من دول العالَم. يُقَدِّمُ لنا رؤيةً مختلفة للعالَم بنظرِةِ حكيمٍ يُحاوِلُ أن يَبحثَ عن الأمن والسلام في العالَم.
تمتد نظرتُهُ الشاملة على مدى العالَم من الصين إلى أمريكا، وخلال فترة طويلة تُغطِّي ألف عام من التفاعل بين ما يسميه «الشمال العالَمي»، الذي أصبَحَ منذ القرن الخامس عشر متَقَدِّماً علمياً وقوياً عسكرياً، و«الجنوب العالَمي» الذي كان مُتَقَدِّماً ومُتَحَضِّراً بشكل عام وانحَدَرَ في ظلام التّخلف والجهل والضّعف والخضوع للقوى الأمبريالية الشمالية.
يُحاولُ في استقرائه أحداثَ الماضي أن يَصِلَ بنا جميعاً في الشمال والجنوب إلى فَهْمِ بعضنا بعضاً، ومعرفة أسباب ما نُعاني منه الآن من الخوف وانعِدَام الأمن والسلام. يُحاوِلُ أن يَصِلَ بنا جميعاً إلى إجابةٍ مُقنِعَةٍ تَختلِفُ عمّا قالَهُ الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن آنذاك في تفسير سبب هجمات الحادي عَشر من سبتمبر سنة 2001 “هَجَمَ علينا الإرهابيون الجُبناء لأنهم يَحسدوننا على حريتنا وديموقراطيتنا”.
ومع غرابة هذا التفسير، لم تَتجرأ وسائلُ الإعلام آنذاك في الخَوض عميقاً والبحثِ عن السؤال المُلِحّ: “لماذا؟”. تَجَنَّبَ الإجابة على ذلك السؤال أغلبُ الكتّاب والباحثين أيضاً. وكتابُ «الصَّليبية والجهاد» هو إحدى المحاولات النادرة للإجابة على هذا السؤال: “لماذا يَحدُثُ الإرهابُ الفظيع الذي نَراه هذه الأيام؟ وما هي دوافِعُهُ الحقيقية؟”.
وتَرجعُ أهمية الكتاب بسبب صُدورِهِ عن باحِثٍ عارِفٍ من أهل “الشمال العالمي” القوي المُنتَصِر، وليس واحداً من أهل “الجنوب العالمي” الضعيف المُشتكي… كما تأتي أهمية هذا الكتاب من كون مؤلفه لا يُحاوِلُ أنْ يجدَ مُبَرِّراً للإرهاب ولا أن يَلتَمِسَ له عُذراً، بل يطرح القضية أمامنا في سياقها التاريخي ومِنْ كافة جوانبها لكي نستطيع أن نَفهَمَ ما جَرى، وما يَجري، مِنْ أجلِ أنْ نَتوقع ما سيَجري، ونُحاوِلَ إعادةَ النظر في العلاقة بيننا على أمل أن نَتَوصَّلَ معاً إلى عالَمٍ يَسودُهُ الأمن والسلام.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب