قصص عربية
كتاب الصمت – عدي الزعبي
حين سمعت أنهم سيقدمون الشاكرية، تذكرت أن محمد كان متطلباً فيما يتعلق بطعامه؛ الابن المدلل للأم. كان يكره بعض أنواع الطعام، كالملوخية؛ ويفضّل أكلات اللبن، كالشاكرية؛ لم يكن يحب الإجاص والدراق، ولكنه يعشق البطيخ.
مضى على دفن محمد أكثر من سنة ونصف. اعتادت علا على فكرة غيابه، ولكنها مازالت تجد صعوبةً في أكل الشاكرية أو الملوخية.
تقدّم عائلة زوجة ابن خالها الطعام وهم يشتكون من أن اللحم هنا ليس كالذي في دمشق.
تقول علا إنها لا تحب الشاكرية. تحلف أم الزوجة على علا بأن تتذوق ولو صحناً صغيراً. تبدو علا محاصرةً، كيوم الجنازة حين أجبرتها ابنة عمها على ابتلاع بضع لقيمات من “الأوزي”.
فجأة يجتاح علا شعور عميق بالخذلان، بأن محمد خذلها حين قُتل. تُركت وحيدةً، لا إخوة ولا أخوات، والآن صحن الشاكرية.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب