كتاب العابث في مخيلتي – فاطمة صلاح الدين الخلف
“تذهلني ذاتي حينما أجعل من شخص عادي بطلاً وربما فارس أحلام وربما أكثر، وتذهلني أكثر حينما أجعلهُ سيد قصائدي وأتغزل فيه وكأنه هو من يأتي لي بالوحي، كلهُ بسبب الحب.
يحيط بمهجتي ويرف على نحو سريع، يأبى التزحلق منه أو الرحيل، كأنهُ يخطط للبقاء المديد، أحياناً أظن أنني قد بالغت في حبه، وأحياناً أرى نفسي تنزلق نحوه وتبحث عن مفردات لتكتبه من جديد، ولتخلده بذاكراتي بشكل أكبر.
جبران ذلك الكائن الغريب يشبهُ الأصنام، يبوح بالقليل، معلق على جرف صخرة.. محاط بالحيرة ودائماً أبرر أفعاله القاسية معي بعبارة (ما باليدِ حيلة)، أظن بأنني أجازف بهذا الحب كثيراً، فأجعل الحبيب في مقام عالٍ جداً، أغفر لهُ زلاتِهِ أيّاً كانت وأسرمد كلماته كأنها كتاب مقدس، رغم أن كلمات جبران ضئيلة جداً.
لا أعرف كيف أصفه، ملامحه بسيطة طفولية، كنتُ أراه عبر الصور وكان لكل صورة حكاية، كنتُ أستشعر من نظراته للكاميرا، فمنها كنتُ أرى نظرة الحب التي أحلم بها وكأنني كنتُ الكاميرا حينها، ومنها كنت أرى الحزن بعينه، وكأنه مرغم على أن يقف أمام الكاميرا، لا يشبه أحداً مع أني أراه في كل الوجوه، متوسط القامة، يحب المحافظة على وزنه بشكل مثالي ويحب الخس كثيراً فهو أساس رشاقته على حد تعبيره، عيناه ملونتان بلون السماء في الصباح، وتضيئان كنجمتين في المساء، ذو وجه بشوش، وابتسامة ساحرة، أتوه في ماهيته، وتدهشني ابتسامته فله ألف لغز وألف حكاية.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب