كتاب العالم الثاني (السلطة والسطوة في النظام العالمي الجديد) – باراج خانا
لم تكن الشروح الرائعة لكيفية فهم العالم المعقد في القرن الحادي والعشرين، مكتملة -حتى الآن. وفي كتاب “العالم الثاني”، يأخذ العالم الشاب والذكي، باراج خانا، القراء إلى جولة عالمية ثرية، يعرض خلالها كيف تحولت لحظة سيطرة أمريكا -بصورة مفاجئة- إلى سوق جغرافيا سياسية، تشهد منافسة كبيرة من قبل الاتحاد الأوروبي والصين للولايات المتحدة، لتشكيل النظام العالمي حسب مصالح كل من هذه القوى العظمى. وقد تناول الكتاب موضوعات ساخنة يموج بها العالم الثاني، ومنها: المناطق المحورية في شرق أوربا، ووسط آسيا، وأمريكا اللاتينية، والشرق الأوسط وشرق آسيا. ويستكشف خانا تطور الجغرافيا السياسية، من خلال سبر أغوار التاريخ الحديث لهذه البلاد التي لا تلقى كبير اهتمام، والتي تتميز بتعقيدها وسحرها، مثل أذربيجان وأوزباكستان وكولومبيا وليبيا وفيتنام وماليزيا -وهي الدول التي سوف تحدد مواردها مصير القوى العظمى الثلاث في نهاية المطاف، لكنها كذلك الدول التي لا تنعم بالاستقرار، مع محاولتها خوض غمار الانتقال إلى العالم الأول، حتى لا تسقط في مستنقع العالم الثالث. وبوافر معلوماته وذكائه وبتسلحه بحدس المسافر في الامتزاج بالثقافات المختلفة، فإن خانا يمزج البحث الغزير مع التحقيق العميق لإعادة رسم خريطة العالم. وهو يلتقط صورة لمجتمعات العالم الثاني من الداخل إلى الخارج، حيث يلاحظ كيف تقسم العولمة هذه المجتمعات إلى فائزة وخاسرة، مع امتداد مسارات السياسة والاقتصاد والثقافة -وهو يوضح كيف أن الصين وأوربا وأمريكا توظف قدراتها الإمبريالية الفريدة لجذب دول العالم الثاني لتسير في فلك كل منها. وفي ثنايا هذا الكتاب كذلك، يوضح خانا كيف أن القومية العربية والإسلام يتنافسان على الفوز بقلب المواطن العربي، وكيف أن إيران والسعودية تلعبان لعبة القوى العظمى مع بعضهما، كما يكشف الغطاء عم الدور الطموح الذي تقوم به سنغافورة في شرق آسيا، ويقدم تحليلاً نفسياً لقادة العالم الثاني ممن تعيد قراراتهم تشكيل موازين القوى. ويصور كذلك أكثر المعادلات التي تبعث على الحيرة في الشؤون الدولية: كيف تفكر الدول.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب