كتاب العجائبي في الأدب – حسين علام
العجائبي أو الفنتاستيكي “Fantastique” جنساً أدبياً انتشر في السنين الأخيرة في فن الرواية، وهو طريقة في الاشتغال أو وظيفة من الوظائف المتعددة للسرد. هي المكونات نفسها للخطاب الروائي عامة، بحيث إنه لا يصبح “تيمة” ومادة للحكي فحسب، بل يتعداه ليصبح شكلاً للسرد وطريقة في البناء الداخلي للنص.
وقع اختيار الباحث في هذا الكتاب على “تزيفتان تودوروف” بوصفه واحداً من النقاد البنيويين المهمّين، للاستعانة على تحليل الشكل الروائي وعلى إبراز مظاهر العجائبي كونه قد ألّف في نظرية السرد في إطار ما عرف عن البنيويين بالشعرية La poétique وأنه أيضاً ألّف في العجائبي محاولاً الإحاطة به من الناحية اللسانية البنيوية المحضة.
لقد تموقعت هذه الدراسة من أولها إلى آخرها داخل فكرة العجائبي. وحاول الأديب هنا أن ينفذ عبر النص الروائي لكي يجليه، أما الفرضية التي اشتغل عليها المؤلف في الجزء النظري تجد لها تمثلاً داخل الأثر (رواية ليلة القدر) للطاهر بن جلون، حيث يظهر جلياً مفهوم العجائبي ليشكّل سنداً إجرائياً محورياً يلون العمل كلّه.
يقول الكاتب: “لقد حاولنا تجديد ذلك المفهوم انطلاقاً من المقولات الكبرى التي اعتمدها “تزيفتان تودوروف”، الذي كان قد قرر أن العجائبي ينهض أساساً على تردّد القارئ الذي يتوحّد بالشخصية الرئيسية، منفعلاً أمام غرابة حدث لا يمكن إدراكه أو تصنيفه نهائياً.
“العجيب” نوع من الأدب يوظف الظهورات فوق الطبيعة لأغراض أخلاقية أو دينية. أما إذا حاول القارئ المتماهي مع الراوي أن يجد تفسيراً لتلك الظهورات وتمكن من ذلك فإنه قد دخل في نوع من الأدب يوظف “الغريب” القابل للفهم والإدراك لغرض جلب الانتباه وإثارة الفضول. أما إذا كان هناك ما هو مستغلق عن الفهم وما حار العقل فيه وأثار التردّد بين التفسيرين. فهو العجائبي الذي لا يدوم إلا لحظة التردد تلك، فتصبح الغرابة المقلقة ما يستثير التساؤل الذي لا جواب له”.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب