كتاب العراق في القلب (دراسات في حضارة العراق) – علي القاسمي
الكتابة في تاريخ العراق وحضارته تعنى لمثقفيهم ومبدعيهم البحث عن هويتهم وأصالتها ومعناها كذات إبداعية، و”علي القاسمي” في هذا العمل يعيد للذات الفردية والجماعية قدرتها على تملك الذاكرة والهوية والتاريخ عموماً. فيدخل في دهاليز الأحداث لينبش الضائع والمفقود ويقدمه إلى قراء العربية. يستقرئ لهم حضارة العراق إخلاصاً منه لبلده في مرحلة قاسية يمر بها. فجاء هذا السفر العظيم (العراق في القلب) نوعاً من إستعادة الذاكرة وبعثاً للمنسي من حضارة هذا البلد في مجالات شتى: التاريخي، والسياسي المعرفي، والفلسفي، والأدب فيجمع ببراعة الأديب والمؤرخ والفيلسوف ما بين القديم والحديث من حضارة بلاده مبيناً أن الصلة لم تنقطع بين عطاء ما ينتمي إلى عهودٍ خلت وبين ما أنجزه المعاصرون في المجال الثقافي والأدبي.
يضم الكتاب مروحة واسعة من الدراسات التي يلقي بها الكاتب الأضواء على محور الماضي ومحور الحاضر، ويبدأها بتقديم لبلده بأسلوب تربوي ومشوق يحدث به ابنته علياء عن بلدها العراق. ثم يتناول تاريخ السومريون الذين هم قوم نوح، ثم ينتقل إلى تحليل أنتربولوجي – نقدي أدبي إلى ملحمة كلكامش، ثم ينتقل إلى حادثة الطوفان. وفي هذا المنحى الاسطوري يقرأ المؤلف أسطورة عشتار وتموز آلهة الحب والجمال، ثم ينتقل بنا إلى بلاد الرافدين والتشريعات المتعلقة بحقوق الإنسان؛ ومع الإنتقال إلى العصر الإسلامي يقرأ المؤلف الحياة الإجتماعية والفكرية في العراق فيسلط الأضواء على أعلام مثل “النضر بن شميل” و”الفقيه أبو حنيفة النعمان” و”صفي الدين الحلي” ثم يأخذنا باتجاه الحروب الصليبية وصلاح الدين الأيوبي، ثم ينتقل إلى إسهام العراق في النهضة العلمية في الأندلس وأعلامها مثل “محمود شكري الآلوسي” وغيره كثير. ثم يأتينا الكتاب بقراءات خاضعة لأعمال مبدعين عراقيين كلاسيكين كأحمد الصافي النجفي ومحمد مهدي الجواهري، وحداثيين كعبد الحق فاضل وعبد الوهاب البياتي وعبد الرحمن مجيد الربيعي، ثم ينتقل إلى الروائيين العراقيين في المنفى مثل صموئيل شمعون، ثم ينحو صوب الشعر ويحدثنا عن سعدي يوسف وعدنان الصايغ وقصائدهم وأخيراً يتحدث الكاتب عن محنة العراق ومسؤولية المثقف إضافة إلى كلمات حول ما كتب في “العراق في القلب” بأقلام عربية جاءت كقراءات حول أهمية هذا الكتاب.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب