كتاب العرب من أفول الوثنية إلى بزوغ الإسلام – هنري لامنس
يقدّم هذا الكتاب للقارئ نافذةً فريدة على عقلٍ استشراقيّ نادر، لا ليبرّر أطروحاته أو يجمّلها، بل ليضعها فـي متناول الفهم النقدي، وليمنحنا فرصةً لفهم كيف نظر “الآخر” إلى حضارتنا، من الداخل، وبأدوات علمه الحديث. إنه الأب هنري لامنس، المستشرق اليسوعي الذي أثار إعجابًا وجدلاً لا ينطفئ.
شابٌ أوروبيّ جاء إلى بيروت وهو فـي الخامسة عشرة، حاملًا حلم الرهبنة وشعارًا غريبًا: “سأنتزع بعض الأرواح من مخالب الشياطين.” لكن المفارقة أنّ هذا الشاب لم يكتفِ بإتقان العربية، بل غاص فـي تراثها حتى أصدر معجمه الأول قبل أن يبلغ الثلاثين.
لامنس لم يكن مجرد باحث، بل كان ناقدًا شرسًا للتقليد، يقرأ النصوص “حجرة حجرة”، كما يقول، باحثًا عن الحقيقة فـي عمق الرواية، لا على سطحها. قرأ “الأغاني” ثماني عشرة مرة، وأبهر كبار العلماء العرب، حتى قال أحدهم: “لقد سبقنا هذا الأعجمي إلى فهمها.”
فـي هذه المختارات من مقالاته المنشورة فـي مجلة “المشرق” (1900–1937م)، نرى فكرًا يشتبك مع التراث الإسلامي بجرأة: يُنكر المتون الحديثية، ويُبقي على القرآن مصدرًا وحيدًا للسيرة، ويتعاطف مع الأمويين لما رأى فيهم من تسامح دينيّ. ترك إرثًا ضخمًا بلغ 185 عملًا بالفرنسية، و127 بالعربية، غطّت التاريخ، والأنثروبولوجيا، والسيرة.
كتابٌ يفتح بابًا لفهم صورة الإسلام فـي مرآة الفكر الغربي، بكل ما فيها من توتر… ودهشة.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب



