كتاب العلوم العربية في عصرها الذهبي – أحمد جبار
العلوم العربية هو مجموع الإنتاجات والممارسات العلمية المنجزة في قسم كبير منها باللغة العربية طيلة تسعة قرون، من القرن الثامن إلى القرن السادس عشر الميلاديين.
وهذه العلوم وإن كانت تعود في أصلها إلى الحضارات القديمة التي ذكرنا، فإنها تتميز، في أغلبها، بكونها تخاطب الإنسان من حيث هو كذلك بغض النظر عن انتماءاته العرقية والدينية والثقافية.
إن الحضارة العربية الإسلامية وإن كان الدين الإسلامي عقيدتها الرسمية، واللغة العربية لسان نخبها، فإنها شكلت في العمق فضاء حضاريا رحبا، استوعب كل الطوائف الدينة والتنوعات العرقية والثقافية.
وهكذا، إن عبارة “”عربية إسلامية”” ذات دلالة حضارية، لا دلالة دينية أو عرقية ضيقة، إذ المقصود بالعرب المسلمين كل المنتمين إلى الحضارة العربية الإسلامية من مختلف الأجناس (عرب، هنود، فرس، بيزنطيون، يهود…) وليس الجنس العربي، وأيضا من كل الملل (مسلمون، مسيحيون، مجوس، صابئة…) وليس الملة الإسلامية، لأن هذه الحضارة قد تميزت على المستوى الرسمي بعروبة اللسان وإسلام العقيدة، وعليه فكل ما تم إنجازه من علوم عقلية كان أغلبه باللغة العربية وحصل في إطار رقع جغرافية تابعة للحضارة الإسلامية؛ أي أن هذه الأنشطة العلمية والفلسفية قد تمت في مراكز ومدن تابعة للدولة الإسلامية ولم يكن منجزوها بالضرورة من أصول عربية أو ذوي عقيدة إسلامية.”
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب