كتاب العوسج الملتهب وأنوار العقل (ابتكار فلسفة الدين) – جان غريش
كتاب العوسج الملتهب وأنوار العقل أول دراسة تحليلية عميقة كتبت باللغة الفرنسية عن نشأة فلسفة الدين.
والكتاب في ثلاثة مجلدات يتضمن المجلد الأول، الذي يبحث في إرث القرن التاسع عشر وورثته، مقدمة عامة تقربنا من التخصص ومن دراسة الأنموذج الإبدالي العقلاني والنقدي. ويدرس المجلد الثاني المقاربات الظاهراتية والتحليلية. أما المجلد الثالث -الذي قسم على جزأين في الترجمة العربية لضخامته- فمخصص للمقاربة الهيرمينوطيقية.
المجلد الأول: إرث القرن التاسع عشر وورثته
إن الرسالة الكبرى التي نهضت لها فلسفة الدين هي “تدبر الدين”، مع العلم أن هذا التخصص ظهر إلى الوجود قبل قرنين. والغاية المتوخاة من هذا الكتاب هي دراسة الظروف التي قادت إلى ابتكار هذا التخصص الذي يستهدف التفكير في الدين في تجلياته الكبرى، وهو الأمر الذي يجبر الكتاب على توضيح معنى الديانات الملهمة، بدلا من استحداث تصور فلسفي مصطنع للدين وهو الأمر الذي يحمل الكتاب أيضاً على دراسة محمل التجليات الفردية والجماعية للدين، مثل الطقوس والمعتقدات والمواقف الروحية، زيادة على فحص المقولات الذهنية والمنطقية الخطابية التي أدى إلى ظهورها؛ وهو يراعي معطيات تاريخ الأديان التي يستدعي الأمر إدماجها داخل تفكير ينفتح في أفقه الواسع على معنى التاريخ الكلي.
المجلد الثاني: المقاربات الظاهراتية والتحليلية
أعلينا إحداث تعارض بين النور المنبعث من العوسج الملتهب والنور الذي تمدنا به العقلانية الفلسفية، مع العلم أنهما يختلفان في منبعهما وفي خصائصهما المتباينة؟ أو يؤدي بها، الإلهام الإلهي إلى انبهار عين الفيلسوف المتهورة بحيث يصاب بالعمى؟ أولا تحتفظ الرؤية الفلسفية المتبصرة، وهي رؤية تميز العقل الفلسفي من الظاهرة الدينية إلا بما يوافق منظومة ألوانها؟ أولم يظهر نور العقل الفلسفي إلا من أجل “تنويرنا”.
المجلد الثالث: النموذج الإبدالي الهيرمينوطيقي
إن الهيرمينوطيقا، التي تعد نظرية عمليات الفهم المتضمنة في تأويل النصوص والآثار والأفعال، مرت بتاريخ طويل وأكثر عراقة من تاريخ الفلسفة. وقد اصطدم تأمل الصور المتعددة التي اتخذها من التأويل بمشكلة الدين غير مرة. ولا يكفي القول إن الظواهر الدينية تحتاج إلى تأويل، بل تقول كذلك إن تأويلها يثير مشكلات مخصوصة، إذ إن التأويل يدخل على أوجه مختلفة في جوهر الظاهرة الدينية نفسها، من هذه الزاوية، يفحص هذا المجلد القضايا الكبرى التي يقدمها فهم الخطاب الديني إلى العقل الفلسفي، إذ يوضح الفصلان الأولان الأسباب التي اقتضت الالتجاء إلى أنموذج إبدائي جديد للعقل. وهو العقل الهيرمينوطيقي الذي حصل على ترجمته الفلسفية خلال القرن العشرين في أعمال ديلتاي وغادامير وهايدغر وريكور. وقد أخضع المؤلف إسهامات هؤلاء في تجديد فلسفة الدين لفحص عميق في الفصول الثلاثة الأخيرة، من خلال مقابلتهم بالإرث الثلاثي كما تمثل في فلسفات الحياة (برغسون) والتفكر (نايبر) والوجود (ياسبرز).
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب