كتاب الغرب المتخيل (رؤية الآخر في الوجدان السياسي العربي) – نسيب الحسيني
يبدو وأنه من عمق الأزمات التي تواجه العالم شرقه وغربه، ثمة إلحاح في قيام حوارات بين الثقافات، فالمواجهة الوهمية بين الغرب والشرق نجد تعبيراً عنيفاً على أرض العراق وفلسطين ولبنان ومصر وفي العالم العربي أو حتى في فرنسا حيث ملف الهجرة العربية-الإسلامية وآثارها. لقد بات غياب التفاهم أمراً بديهياً. ومن أجل التصدي له، يبدو أن الحوار بين الأفراد هو إسهام ضروري بلا شك. في هذا السياق يأتي هذا الكتاب الذي يحاول المؤلف من خلاله مشاركة تييري هنتش ما ذهب إليه في قوله: “يمر فهمنا لذاتنا عبر فهمنا للآخر”. إنه في سلوكه لهذه الدرب بكتابه “الشرق المتخيل”، قد تجاوز هذا الهدف الرئيسي المتمثل في تعميق فهم الذات عبر الآخر، وتمكن من أن يطال هذا الآخر في العمق. ولا تقتصر هذه المحاولة على مجال العاطفة، إذ أنها تحثّ، عن طريق تحليل نظرة كل طرف من الأطراف إلى الآخر، على التعارف عن كثب والتعرض إلى عدد من الأفكار المسبقة. من شأن تعريف الآخر بذاتنا ودعوته لمبادلتنا الشيء ذاته أن يولد حركة جديرة بتنقية أجواء العلاقات المسمومة.
لقد شكل كتاب تييري هنتش بالنسبة لنسيب الحسين مؤلف هذا الكتاب، ومعرفته به معرفة شخصية دعوة لا تقاوم لرد التحدي المطروح أمام الحوار ما بين الشرق والغرب. لذا سعى المؤلف في هذا الكتاب الذهاب في عمق الوجدان السياسي العربي لاكتناه رؤيته للغرب، سائحاً في عقول العرب، في أمصارهم وأفئدتهم؛ تحدوه في هذا المشروع الرغبة في معرفة أرقى للذات وذلك عبر دراسة الصورة التي يكونها العرب عن الآخر. وهذا الآخر هو الغرب. وهنا يوضح المؤلف بأنه قصد بمصطلح الغرب ما اندرج عليه: الإحالة إلى مفهوم تحديده غير واضح وتعميمي، وهي مسألة سعى في بعض صفحات الكتاب إلى مناقشة دقتها وملاءمتها، شأنها في ذلك شأن نقيضتها المتمثلة في مصطلح الشرق.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب