كتاب الغريب (قصص من المغرب) – ليلى أبو زيد
“عاد إلى مكانه واستلقى على قفاه ساحباً ذراعيه إلى الخلف، متمطياً ثم تنفس بعمق عبق الربيع الدافئ المختلط برائحة الصمغ السائل من جذوع الأشجار. بدت سيقان الغابة منتظمة كالسواري وتهدلت الأوراق من فوق فظهرت من خلال خضرتها زرقة السماء، ثم أبصر وكراً عجيب الصنعة يتمايل مع الغصن كلما تحرك النسيم ويبدو متمسكاً بموقعه كأنه نابت فيه، فقال بصوت خافت: -سبحان الله العلي القدير! وفي هدوء المكان ولطافة جوّه عمّه استرخاء شامل استسلم له. وبدأت تصل إلى وعيه، في غفوته، أصوات العصافير والبنات فتهدهد حواسه، كأنها آتية من مكان بعيد”.
قصص قصيرة ولكنها بمدلولاتها تمنح القارئ فسحة للتأمل في واقع الإنسان المغربي وعاداته وتفكيره. نماذج بشرية وشخصيات تلعب أدواراً مختلفة ضمن مناخ قصصي لطيف يأخذ القارئ إلى عالم جميل محبب صنعته خيال مفعم بالصور، وصاغته روائية قاصة بأسلوب سهل ولغة بسيطة، يحملان في أبعادهما الإنسان بكل طواياه.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب