كتاب الفلسطينيون والتحرر – خريستو المر
فلسطين كانت وما زالت جرح الأمَّة النازف والذي لم يتوقَّف يومًا عن تذكير الضمير الإنسانيّ بذلك الظلم الذي وقع على شعب أعزل احتُلَّت أرضه بقوَّة السلاح، والذي شكَّل وما زال أحد آخر المشاريع الاستعماريَّة الاستيطانيَّة الاحتلاليَّة في العصر الحديث.
وقد ظنَّ البعض أنَّ هذه القضيَّة قد طُويت صفحتها إلى غير رجعة، وفقدت مركزيَّتها وأهمِّيَّتها، ممَّا حدا ببعض الدول العربيَّة إلى الهرولة والتطبيع مع دولة الاحتلال وكأنَّ شيئًا لم يكن. وإذ سطَّر الفلسطينيُّون في الفترة الأخيرة في كلٍّ من الشيخ جرّاح في القدس وفي غزَّة والداخل المحتلّ صفحةً أُخرى من صفحات المقاومة والإباء والصمود، عادت فلسطين لتشكِّل الرقم الصعب الذي يصعب اختزاله، إذ لا يضيع حقّ ما دام هناك شعب يطالِب به ومستعدّ للتضحية من أجله. ولقد أكَّدت المظاهرات التي اجتاحت العالم مركزيَّة هذه القضيَّة ليس للشعب الفلسطينيّ فحسب، بل للضمير الإنسانيّ الذي يؤمن بالعدالة ويسعى نحوها.
ومن هذا المنطلق تأتي أهمِّيَّة هذا الكتاب للصديق خريستو المرّ. فهو يكتب أوَّلًا كونه إنسانا ملتزمًا بقضايا الإنسان المظلوم أيًّا كان لونه أو عرقه أو جنسه، فلا فرق عنده بين اللاجئ السوريّ أو الافريقيّ الأميركيّ أو الفلسطينيّ المنتهكة حقوقهم. ولكنْ للفلسطينيّين مكانة خاصَّة لدى المؤلِّف، إذ يكتب: «لماذا الفلسطينيُّون حاضرون في ضميري وعملي؟ ليس لأنَّهم من العالم العربيّ، ولا لأنَّهم يشبهونني لغةً أو ثقافةً، بل لأنَّهم يُشبهون المسيح»؛ هنا تكمن فرادة هذا الكتاب الذي يُقدّم للقارئ العربي مقاربةً مسيحيَّةً، بل لاهوتيَّةً أصيلةً للقضيَّة الفلسطينيَّة، إذ ليست هذه قضيَّة إنسانيَّة أو عربيَّة فحسب، ولكنَّها أوَّلًا وأخيرًا قضيَّةٌ إيمانيّة وبامتياز.
في هذا الجزء الرابع من الكتاب تظهر فرادة المؤلِّف، كيف لا وهو تلميذ كلٍّ من المطران جورج خضر والدكتور كوستي بندلي، وأحد أعضاء حركة الشبيبة الأرثوذكسيَّة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب