كتاب الفيلسوف والإمبراطورية (في تنوير الإنسان الأخير) – فتحي المسكيني
يبدو أنّ السؤال “من نحن؟” قد فقد اليوم كثيراً من أصالته، ولذلك علينا أن نسأل بدلاً منه: “ماذا نحن؟ هل نحن صيغة من صيغ الإنسان الأخير في عصر الجماهير الإمبراطورية، بعد إهتزاز فكرة الدولة – الأمة وإنكشاف الأساس السردي للهويات وإنحسار الأديان؟ – نحن غرباء ليس فقط عن الآخر الحضاري بل عن أنفسنا أيضاً.
ولذلك فتنوير الإنسان الأخير هو تأويلية للغرباء في عصر الإمبراطورية، لقد تعرضت جميع الشقافات إلى إمتحان تاريخي غير مسبوق، انقلبت معه الهويات إلى مغامرات بلا توقيع، والإنسانية الحالية جمهور بلا توقيع، عيون لامتناهية من القراء لنصّ واحد لم يكتبه أحد، ولذلك فأيّ كان هو كاتبه.
ما معنى أن نفكّر بأنفسنا في عصر الإمبراطورية؟ ولكن أيضاً كيف نجعل من مشاكلنا جزءً لا يتجزأ من ماهية الإنسانية الحالية؟…
تلك مهمّة حاول المؤلف تأصيلها في ضيافة عقول معاصرة ليس أقلّ همومها أنها أخذت العصر بقوة، من كانط إلى دولوز، ومن نيتشه وهيدغر إلى المسلم الأخير.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب