كتاب القانوني سلطان العالم (تاريخ بني عثمان الجزء الرابع 4) – أحمد شيمشيرغيل
“ملك الدنيا ليس بباق لأحد، والعاقبة خسران… فيا محبي لو دامت لأحد لدامت لسليمان” هو: سلطان الدين؛ بفضله ترسخت دعائم الدين وعلت راياته وبيارقه في كل حدب وصوب. هو: سلطان ميادين الوغى؛ فأينما يمم وجهه رافقه النصر واستقبله الظفر، وكل الدول القريبة والبعيدة كانت تستظل براياته. هو: سلطان الأخلاق الحميدة؛ فهو منبع كل الفضائل من كرم وشجاعة وحكمة.
هو: سلطان العمران؛ فالسليمانية التي تمثل صرحاً لسلطته ومجده، هي رمز فني للجمال والإبداع. هو: سلطان العدل؛ مع إشراق ربيع سلطته لينير العالم برمته، حتى الوردة لم تلق من شوكها ضيماً وظلماً. هو: سلطان الشعر؛ وبحسب ما يقول عن نفسه: “وكل نظم يفيض مني، يبوح بالعشق المكنون”.
هو: سلطان العشق؛ فصليل السيوف يبهج الأبطال، وقد التقى بعشقه الحقيقي في سكيتوار على وقع دوي المدافع وهتافات التوحيد. يعود البرفيسور الدكتور أحمد شيمشيرغيل الذي ساهم في تنشئة المئات من المؤرخين، وجعل التاريخ مقرباً لقلوب الجميع من خلال برامجه التلفزيونية، من خلال كتابه (الجزء الرابع من سلسلة تاريخ بني عثمان القانوني: سلطان العالم) ليعرفنا إلى سلطان الأقاليم السبعة: السلطان سليمان القانوني مسلطاً الضوء على كل جوانب حياته. في هذه السيرة من سلسلة تاريخ بني عثمان ثمة ميل واضح لتفكيك ودحض الخطاب الاستعماري، والخروج بالحقائق التاريخية المشرقة وإبرازها بمثال قائدٍ ملهم “القانوني سلطان العالم” الذي استهل حكمه بالعدل والحق وإعطاء الحقوق والنظام والقانون، يشرق ويغرب يفتح البلدان ويقود الحملات العسكرية.. يحارب الأعداء ويحقق الانتصارات وينشر الإسلام حتى قيل عنه الحاكم المسلم الأكثر قوة في تلك الحقبة.
لقب السلطان الذي وعلى الرغم من حكمه الدولة العثمانية في أوج مجدها وعظمتها ستة وأربعين عاماً، أوضح بوجوب عدم الركون للدنيا والاعتزاز بمفاتنها.. لقد كان يبحث عن المُلك والسلطنة في موضع مختلف تماماً هو موضع الطاعة “وإن نويت الكمال فبالطاعة لباريها”. إن الجزء الرابع من سلسلة آل عثمان والتي تحمل اسم “القانوني سلطان العالم”، لا يتحدث عن السلاطين العثمانيين الذين صبغوا قروناً طويلة بصيغتهم، بناء على مخيلة الناس والأحكام المسبقة والفلسفات الشخصية، بل يستند إلى أسس ومصادر تاريخية، ويعتمد على المعلومات والملاحظات العلمية، لذا ينصح مؤلفه بقراءته والتفكير فيه وتقييمه على هذه الأسس.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب