كتاب القدس قبل فوات الأوان – محمد السماك
ليست القدس مدينة عادية. القدس هي مدينة الإيمان. اليهود يعتقدون أن خروج الموتى من الأجداث (القبور) يوم القيامة سيتم من وادي كيدرون في القدس. وهم يؤمنون بأن أبا الأنبياء إبراهيم عليه السلام هم بذبح ابنه استجابة لنداء الله في القدس، وأن الله تدخل في اللحظة الأخيرة وفداه بكبش سمين. …والمسلمون يؤمنون بأن الله أسرى بالنبي محمد عليه السلام من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس. ومن هناك عرج محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى السماء.
والمسيحيون يؤمنون بأن المسيح عليه السلام قتل وصلب ودفن في القدس ثم خرج من القبر في عملية الهية إعجازية لإنقاذ البشرية من آثامها ومعاصيها. هنا في القدس يبحث اليهود عن تابوت العهد ويستعدون لإعادة بناء الهيكل، بانتظار ظهور المسيح “الحقيقي” الذي يعتقدون أنه سيقود الناس من القدس إلى الجنة.
إن للقدس تاريخاً يعود إلى ثلاثة آلاف عام قبل المسيح, وهذا الكتاب لا يهتم بالتأريخ لهذه المدينة المقدسة، ولا يهدف للحدث عن أهميتها الدينية أو السياسية، ولكنه يحاول إلقاء الضوء على موقع القدس في القرار السياسي الأمريكي، وعلى دورها كنقطة التقاء بين الصهيونية اليهودية والصهيونية المسيحية، أي بين الجماعات اليهودية التي تنتظر مجيء المسيح، والجماعات المسيحية التي تنتظر العودة الثانية للمسيح.
وموقع المسجد الأقصى في عمليتي الانتظار.”لم يبق سوى حادث واحد آخر ليكتمل إعداد المسرح أداء دور إسرائيل في الفصل الأخير من مأساتها التاريخية. وهو إعادة بناء الهيكل القديم في موقعه القديم. هناك مكان واحد يمكن أن يقوم عليه الهيكل استنداً إلى قوانين موسى. وهو جبل موريا. حيث أقيم الهيكلان السابقان”.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب