كتاب القلق وأنواعه – أوسم وصفي
الخوفُ هو حالةٌ فكريَّةٌ أنَّ خطرًا ما وشيكٌ، أمَّا القلقُ فهو الحالةُ الشعوريَّةُ الناتجة من هذه الأفكار. قد تكونُ أفكارُ الخوف واقعيَّةً وتُعبِّرُ عن خطرٍ حقيقيّ، وهنا يكونُ القلقُ صحِّيًّا بل مفيدًا أيضًا؛ لأنَّه يشحَذُ طاقاتِ الإنسان للتَّعامُل مع ذلك الخطر. على الجانب الآخر، قد تكونُ أفكارُ الخوف أفكارًا غيرَ واقعيَّةٍ وليدةَ طُرُقِ تفكيرٍ مَرَضِيَّة ومعتقداتٍ محوريَّةٍ خاطئة. يمكنُ للقلق أيضًا أن يكونَ مَوجودًا دون أفكارِ خَوفٍ من أشياءَ محدَّدة. والقلق العُصابيُّ (المرَضِيّ) هو القلقُ المُبالَغُ فيه من أشياءَ حقيقيَّةٍ، أو القلقُ من أخطارٍ وهميَّةٍ أو حالةٍ شعوريَّةٍ من القلق دون أفكارٍ محدَّدة.
يقبَعُ خلفَ هذا القلق العُصابيِّ الذي يُصاب به بعض الأفراد، قلقًا وجوديًّا يميِّزُ الحياةَ الإنسانيَّة عمومًا. إنَّ هذا القلقَ الوجوديَّ هو قلقٌ بشأن مدى حقيقة وجودنا البشريِّ نفسه بما فيه من محدوديَّةٍ وفناءٍ وصراع دائمٍ مع المعنى والهدف، كما أنَّه صراعٌ أخلاقيٌّ بين رغباتِنا وشهواتِنا والناموس الأخلاقيِّ المطبوع في ضميرنا.
يتَناوَلُ هذا الكتابُ أسبابَ القلق العُصابيِّ وأشكالَه وعلاجَه، كما ويتَناوَلُ القلقَ الوجوديَّ وتشريحَه، ويشيرُ إلى الحلِّ الإلهيِّ والإنسانيِّ لهذا القلق.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب