كتاب الكينونة والشاشة (كيف يغير الرقمي الإدراك) – ستيفان فيال
إن أهميّة الثورة الرقميّة ليست في مظاهرها وفي ما يُرى منها بقدر ما هي في قدرة منظومتها على توجيه إدراكنا للأشياء وللظواهر، وعلى توجيه فكرنا وعلاقاتنا. إنّها ليست حدثًا تقنيًّا فحسب، بل هي كذلك حدث فلسفيٌّ كبير يُعيد تشكيل بُنانا الذهنيّة والإدراكيّة ويُعيد بناء معنى الواقع. هذا ما يحدث منذ حوالي نصف قرن، حيث وفّرت التقنيّات الرقميّة للإنسان إمكاناتٍ واسعة لإدراك عوالم مجهولة.
هذا الكتاب يطرح أسئلة كبيرة: ما هذا الزمن الرقميُّ؟ ما كينونة الكائنات الرقميّة؟ ماذا وراء “الافتراضيّ”؟ ولقد تطلّب سؤال الكينونة المعقّدُ تحليلًا فلسفيًّا سعى فيه المؤلّف إلى الدّقة والوضوح معًا. وأما الافتراضيّ فللمؤلّف رأي فيه بعيدٌ عن السائد المألوف: الاختلاف بين الواقعيّ والافتراضيّ اختلاف مزعوم لا وجود له ولم يوجد أبدًا. نحن نعيش في بيئة مزدوجة هي، في آنٍ واحد، رقميّةٌ وغير رقميّة، موصولةٌ ومنقطعة، وما على المصمّمين إلّا أن يجعلوا منها بيئةً قابلة للعيش.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب