كتاب اللهب المزدوج – أوكتافيو باث
الجنس والإيروسية والحب هي، بحسب باث، مظاهر مختلفة للظاهرة ذاتها. وتعبيرات عمّا نسميه؛ الحياة.. وإذا كان الجنس هو المنبع الأصلي فإن مقصده، في النهاية، هو التناسل “أما الإيروسية والحب فشكلان مشتقان من الغريزة الجنسية.. تبلُّرات، تصعيدات، انحرافات وتكثيفات تحوِّل الجنس وتغيّره”. ونبقى مع باث الذي يخبرنا أن الجنس “كما في حالة الدوائر المتمركزة، هو مركز وقطب هذه الهندسة العاطفية”. لكنه دائماً نفسه، فيما الإيروسية ابتكار وتنوع مستمر.
الإيروسية هي الحب الذي يبغي اللذة المحض، لا التناسل.. إنها الجنس العقيم. وهي في منظور باث “جنس وطبيعة؛ وثقافة كذلك من حيث هي إبداع، ومن حيث وظائفها في المجتمع.. ترويض الجنس وإدماجه في المجتمع هو أحد أهداف الإيروسية”. والإيروسية هي الجنس مع معونة المخيلة.. هذا الانطلاق إلى ما وراء الحد الحيواني، واستثمار ما هو وحشي وبدائي بمنظور ووسائل الحضارة. وهنا يتحدث باث عن العلاقة بين الإيروسية والشعر، إذ يجد في الأولى “استعارة من استعارات الجنس”. أما الشعر فليس سوى “ضرب من شهونة اللغة”.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب