كتاب المتعصبون (جنون الإيمان) – برنار شوفييه
يحاول المؤلف الاقتراب من مرتكبي العنف المتعصّب، للوقوف على الديناميكية النفسية لديهم؛ من خلال المظاهر والتضحيات والالتزامات نحو الدوافع اللاواعية التي تدفع المتعصبين إلى ممارسة أفعال نهائية قد يكونون أول ضحاياها.
المتعصّب يعرّفه المؤلف، وهو أستاذ علم النفس المرضي في جامعة ليون في فرنسا، بأنّه إنسان المقدّس، إنه يهب نفسه، جسداً وروحاً، في سبيل قضيته، إلى حدّ الإفراط؛ بل إلى غاية الوله الجنوني، والمقدّس المعني هو مقدس يضع نفسه في مقام المثال، الذي يفترض أن يكون بعيداً عنه أيّ مجال مدنّس، فلا يعود المتعصب يفرق بينهما؛ لأنّه تحوّل إلى كائن من كتلة واحدة.
يحدّد المؤلف أربعة نماذج من المتعصبين؛ المُلهَم المشبع بحضور الإله، ويذهب به الأمر إلى الموت الرمزي والجزئي. والمعظّم، أو المتعصب الامتلاكي؛ الذي يغرق في العمى الكلي، ولا يعود ملكاً لنفسه؛ بسبب حالة التثوير التي تنتابه والمحفزات الخارجية المستخدمة في الطقوس، مثل؛ الموسيقى والمخدرات، ويتحوّل إلى ممسوس مستحوذ عليه، ومن أمثلته؛ الهذيان المقدس. والمطلع (الفيثاغوري) الشغوف بالعقل؛ وهو إنسان مبدع، يتوق إلى تكوين حركة هدفها تأبيد مجده، والساخط؛ مثل الجماعات العسكرية والميليشيات.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب