كتب النقد الأدبي
كتاب المثلث الإغريقي ( كافاني . كازانتزاكس . ريتسوس ) – بيتر بيين
“… أما المنهج الذي اكتشفه كافافـي، فقد قاده إلى تاريخ الاسكندرية. وإذا بدا هذا الأمر متناقضاً ظاهرياً؛ فإنه لا يتعدى كونه وجهاً واحداً لشخصٍ يُعتبر من أكثر الناس جمعاً للمتناقضات فـي ذاته: إنه شاعر الذات الذاتي بحماسة وملازمة، كما أنه فـي الوقت نفسه موضوعي، بعيد عن الذاتية فـي كل تكنيكه ومواضيعه؛ شاعرٌ وجداني معارض للاتجاه الغنائي. وبالرغم من كونه شاعراً محدثاً قلباً وقالباً، فإنه تناسى عن قصد وبإصرار المشاكل المعاصرة، مفضّلاً عليها التغلغل فـي حقب تاريخية بعيدة.” “… من المحتمل أن يروق كازانتزاكيس فقط لأولئك الذي يقرأون له بقدر ضئيل، وذلك بسبب الآراء التي بثّها فـي جميع ما كتبه ــ وبدقة أكبر: بسبب الطريقة التي استخدمها لجعل هذه الأفكار برّاقة. فبالنسبة للبعض تبدو أفكاره بحد ذاتها أقل أهمية من الاخلاص والدافعية التي عبّر عنها بها. ومن ناحية أخرى، يجد البعض الآخر أنه يخاطب حاجاتهم مباشرة. ومثل كازانتزاكيس، يدرك العديد من الناس اليوم إدراكاً واعياً بأننا ولدنا فـي عصر انتقالي، ومثله يتوقون إلى مخرجٍ ما ويشعرون أن التوجه يجب أن يبتعد عن المادية ويقترب من حياة باطنية جديدة سواء أكانت هذه الحياة عقلية أم روحية.” “… إنَّ تشبيه أعمال ريتسوس بالرسومات الفنية يساعدنا على فهم خصوبة الموهبة غير العادية عنده (إذ يبدع قصيدة كل يوم وأحياناً عدة قصائد فـي يوم واحد)، تماماً كما تساعد فـي فهم تصميمه على النشر على نطاق واسع. فبالرغم من أن قصائده لا تُعتبر جميعاً أعمالاً فريدة؛ فإننا لا نستطيع رميها أو إتلافها، كما لا نرمي تخطيطاً صغيرا وعاجلاً لامرأة شمطاء من عمل الفنان رامبرانت، أو المحاولات المتكررة بالفحم على الورق لنحاتٍ ما، يحاول التوصل إلى شكل مناسب ليد مُعينة قبل أن يقوم بنحتها في الرخام.”