تميزت المدن الأوربية الكبرى مثل باريس ولندن وأمستردام وروما منذ عصر النهضة بظهور ما يسمى بالمقاهى الأدبية، وهذه الظاهرة شهدت انتشارًا واسعًا خلال القرن التاسع عشر والقرن العشرين، وباتت هذه المقاهى المكان المفضل الذى يرتاده كبار الأدباء والشعراء والمفكرين والفنانين.
فالمقهى الباريسى مثلا ليس مجرد مكان للجلسة، واللقاء والحديث بل إنه أحد أبرز التعبيرات العبقرية فى فرنسا، وتعد باريس مدينة المقاهى بلا منازع منها خرجت تيارات أدبية، وفنية، وفكرية، واندلعت الانتفاضات والثورات؛ ولذلك تميزت بين عواصم العالم كعاصمة للثقافة العالمية.
وقد برز دور المقاهى أواخر القرن التاسع عشر، وأوائل القرن العشرين، وبالأخص فى أوروبا، إذ تحولت إلى مؤسسات ثقافية وسياسية وأرستقراطية يجتمع فيها الأدباء والشعراء، والسياسيون، ونبلاء المجتمع مما جعل الاهتمام بتصميم المقهى وزخرفته ومقتنياته الفخمة أمرًا ملحًا لزبائنه حتى بدت فى عصرنًا الحالى متحفًا تاريخيًا ومقصدًا سياحيًا مميزًا يسترشد به السياح، ويتمتعون بزخارفه وتحفه، وتعد باريس، فيينا، البندقية، وبودابست من أشهر المدن التى احتضنت أرقى وأفخم المقاهى فى العالم ولما يقدمونه من أفخر أنواع القهوة، والحلويات، وتحكى المؤلفة تاريخ ظهور هذه المقاهى فى باريس وكيف اكتشف الفرنسيون مذاق القهوة، وأشهر المقاهى فى الحى اللاتينى، وحى الرسامين، والمقاهى المسرحية والفلسفية والسياسية، ذاكرة شهادات وذكريات المثقفين العرب فى المقاهى الأدبية.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب