قريبا
كتاب الملاك الصغير وقصص أخرى – ليونيد أندرييف
أما الملاك الصغير المعلّق عند الموقد الساخن، فقد أخذ يذوب، وكان المصباح الذي ألحَّ ساشكا على إشعاله يملأ الحجرة برائحة الكيروسين، ويلقي من خلال زجاجته المسّخمة ضوءًا شجيّاً على لوحة الهدم البطيء، وبدا الملاك الصغير يتحرّك، أخذت قطراتٌ كثيفةٌ تتساقط من رجليه الوردّيتين، وتسقط على السطيحة، وانضمّت إلى رائحة الكيروسين الرائحة الثقيلة لشمعٍ حامٍ، وها هو الملاك قد أخذ يرفرف، كأنّه موشكٌ على الطيران، حتّى سقط على القراميد الحامية سقطةً ناعمة الصوت، ركض صرصارٌ فضوليٌّ حول كتلة الشمع المشبوهة، تلسعه الحرارة، وصعد على الجناح الشمعيّ الشبيه بجناح يعسوبٍ، وحرّك مجسّاته، ومضى في حال سبيله، ومن النافذة مسدلة الستارة نفذ نورٌ مزرورقٌ لنهارٍ في مستهلّه، وفي الفناء أخذ السقاء المتثلّج يصلصل بمغارفه الحديدّية.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب