كتاب المماليك من القرن الثالث عشر حتى السادس عشر – جوليان لوازو
ليس التاريخ هو ما أردنا أن نرويه هنا، فقد ولدت السلطنة المملوكية في العقد 1250 من سلسلة مصادفات سعيدة ومن موكبٍ من مخاطر لا سابق لها في تاريخ الإسلام.
كان النظام المملوكي، الذي عاصر إنهيار خلافة بغداد، من أشد الأنظمة التي قامت فوق أنقاض نظام الخلافة شذوذاً وكلاسيكيةً، معاً، فقد عهِدَ لعبيدٍ سابقين ولدوا في الجهل وعدم الوفاء، بالمهمةِ الجسيمة المتمثلة بالدفاع عن دين النبي، وتثبيته وتجسيده، لم يطرح المماليك على أنفسهم أبداً، فالمجتمع العسكري الذي كانت أجياله المتتالية من العبيد الجنود، تُجدّد صفوفَه، امتلك علة وجوده الذاتية، وقوة يقينه، حتى إذا أخلَّ بواجباته، أو إذا تجاوز الصراعُ على السلطة بين أعضائه، إطارَهُ، وأثَّر بعنف على رعاياه.
لم يكن لدى المماليك أي خجل من ماضيهم العبودي، ولا أي حاجة لتعويض رمزي عنه، لأن حياتهم نفسها كانت تبين القدر الإلهي الذي أخرجهم من الظلمات إلى نور الإسلام.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب