كتاب الهجرة إلى الإنسانية – فتحي المسكيني
كتاب فلسفي يعجّ بالإشكاليّات الفلسفيّة المعاصرة الّتي أقضّت مضجع الفضاء العمومي للعقل العربي وللإنسانيّة بعامّة لما يثيره من استشكالات فلسفيّة مشتقّة من اليوميّ المعيش مثل نفي الفيلسوف ومعاقبه ومراقبة سكناته على غرار نفي ابن رشد إلى أليسانة والتّساؤل عن دور الفيلسوف في عصر كلبي بعبارة سلوتردايك والبحث عن منبت الكراهيّة بين الأنا والآخر وكشف طبقات الإستبداد الّتي بحوزة الأنا وما تتدّخره من كراهية تجاه نفسها أو نحو غيرها من خلال مثالين طوبيقيين نرسيس والحطيئة الشّاعر الّذي عرف بهجاء نفسه، ملفتا الإنتباه بين الفينة والأخرى إلى مسائل اعتاص عليها فكرنا مثل المراهقة الملحدة وفقدان رمزيّة الأبوة وغيرها من الطّروحات الفلسفيّة الغير معهودة مثل هند الفلاسفة وأيلان الكردي وسياسات الشّهادة والجسد الشّرقي وداعش والغبراء وتفاهة القتل وحشرة كافكا وغارسيا ماركيز وباولو كويلو وبوهيميا الخراب وهي جميعها مسائل تبدو طريفة من جهة طرحها لا تخرج عن “اتيقا اليومي”. لذلك يفلت كتاب “الهجرة إلى الإنسانيّة” من قبضة كاتبه، ليصبح كتابا للجميع وليس لأحد، إذ يرنو نحو أفق ما- بعد حداثي وخارج ما يفكر فيه العقل الهَوَوي أو ما- بعد الدّولة-الأمّة. وكأنّ صاحبه الفيلسوف فتحي المسكيني يريد أن يبلغ الشّأو من طرحه للمسائل المعتاصة وتذليل الطّريق إلى فهمها وفتح ما استغلق منها ما لم يبلغه غيره من متفلسفي القرن الحالي.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب