كتاب الوجدان – فائق بطي
في كتابه «الوجدان» الصادر أخيرا عن دار المدى بدمشق، والمكون من جزأين مطبوعين في مؤلف واحد، يقدم فائق بطي مذكراته، في مجالي السياسة والصحافة غير أن هذه المذكرات تتسع وتتشابك لتكون ذاكرة وطن بكل خيباته، وانتصارته، وهمومه، وأحلامه، وانقلاباته، وثوراته…
فرغم كونه يقدم كتابه، كما يظهر على الغلاف الأول، على انه مذكرات، بيد ان هذه المذكرات تتخطى الجانب الذاتي الشخصي الخاص للكاتب لتكون توثيقا لمراحل، وأحداث، ووقائع شهدها العراق في النصف الثاني من القرن العشرين، فالمذكرات كما تشير التواريخ التي يحرص بطي على تدوينها في بداية كل فصل تبدأ من نهاية الأربعينات لتنتهي في عقد التسعينات.نصف قرن من الأحداث يسردها بطي في كتابه بحساسية أدبية وسياسية، وبلغة سلسة صافية، وليس هذا غريبا على رجل أمضى سني عمره في ميدان الكتابة الصحافية.
وخاض حروبا طويلة وشاقة في ميدان «مهنة المتاعب»، فاكتسب عبر هذه الممارسة الطويلة أسلوبا يعنى برشاقة العبارة، وبلاغة الجملة، وسلاسة المفردة…وها هو الآن يقدم كتابه لا من باب التباهي والتفاخر بل من موقعه كشاهد عاصر الأحداث. وراح يختزنها في ذاكرته الخصبة التي تتدفق، الآن.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب