كتاب الوعي التام – مارتن نيومان
في السنوات الأخيرة حدثت زيادة هائلة في الاهتمام بالوعي التام، مع تغطية إعلامية واسعة النطاق، ففي عام 2014 استهلت مجلة Time العام بإعلانها أن «ثورة الوعي التام» كانت قائمة، ومن ثَمَّ لم تخصص لها غلافًا واحدًا فقط بل غلافين. وأحيانًا يبدو من المستحيل فتح مجلة أو صحيفة دون أن تجد بعض المعلومات عن مزايا الوعي التام في تقليل التوتر.
وإضافة إلى دخول الوعي التام في تيار الاهتمام الرئيسي للجماهير، فقد طرأت أيضًا زيادة هائلة في البحث الأكاديمي حول هذ الموضوع، إذ يُنشَر الآن في كل عام أكثر من 500 ورقة بحثية علمية خاضعة لاستعراض الأقران. إذن، ما الوعي التام بالضبط؟ الوعي التام مهارة تركيز الانتباه بشدة على اللحظة الراهنة في الذهن والجسد والبيئة الخارجية، بنظرة غير انتقادية، وبتوجه قوامه حب الاستطلاع والانفتاح.
وأقول «مهارة» لأن القدرة على فعل ذلك يمكن إنماؤها وتعزيزها بمرور الوقت، وبعبارة أخرى يمكنك أن تصير أفضل فيها! إن لديَّ نظرية مفادها أن فكرة الوعي التام تروقنا لأنها شيء ندركه حدسيًّا في تجربتنا الحياتية، إذ سواء كنا نعرفها أم لا فنحن بالفعل نعايشها بشكل أو بآخر: حين نستغرق في هواية أو رياضة، أو نعتني بطفل حزين، أو نركز كامل انتباهنا بدقة على حل مشكلة عاجلة في العمل، ففي تلك الحالات نركز كامل انتباهنا على ما يحدث في اللحظة الراهنة بدلًا من التصرف دون تركيز. وهذا الكتاب الذي بين يديك يعود إلى الأفكار الأساسية الأصلية لهذه الممارسة التي ترجع إلى 2,500 عام، ويقدم لك تفسيرًا عمليًّا وفقًا لأفضل رؤى علم النفس المعاصر حول كيفية عملها. إذا كان يهمك التحلي بذهن أكثر هدوءًا وتركيزًا فإن هذا الكتاب يقدم لك مسارًا بسيطًا أثبت الزمن فاعليته لتحقيق ذلك.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب