كتاب باسم غير مستعار – غادة نبيل
صدرت عن منشورات المتوسط – إيطاليا، مجموعة شعرية جديدة للشاعرة المصرية غادة نبيل، وجاءت بعنوان “باسْم غير مستعار”. حيث لا تؤجِّل الشاعرة غادة نبيل اعترافها بالتحايل على البدايات المكرَّرة، مخاطبةً القرّاء منذ أوَّل قصيدة، كأنَّها تنسج لهم بخيوط أوَّل نصٍّ شباك صيدٍ أو فخّاً ما، ليقعوا في شركِ قصيدة مُنفلِتة، “كافرة”، “خائنة”، أو على وشك أن تكون، بالمعنى الإبداعي واتساع مساحة التجريب.
وهنا نعودُ لملاحظة المحرر قبل بداية القراءة والتي تُخبرنا أنَّ الكاتبة تستخدم مفردات من العامية المصرية إضافة إلى الاشتغال التجريبي البصري في مجمل الديوان، وأحياناً يركّز بشكل خاص على دمج الكلام أو إلغاء علامات الترقيم.
أبعادٌ تاريخية، وإسقاطات ميثولوجية تظهر منذ البدايات، بجملٍ جريئة وساطعة لا تتوارى خلف شيء، تكتبها الشاعرة مستحضرةً مدناً وكُتُباً وشعراء وفنانين معروفين ومُهمَّشين لا أسماء لهم، وبين السطور وفي الهوامش السفلية تنشغل غادة نبيل بنصِّها، مدمِّرةً الكثير من الكليشيهات، والتي غالباً ما يلجأ إليها الشعراء ليمنحوا نصوصهم نوعاً من البُهرج المعرفي، لنلمسَ فعلاً هذا “الصراع المتغيّر مع فكرة الشِّعر”:
لو شككْنا أننا سنحتاج، رؤية عشرينيات أرواحنا، بعد الأربعين، لاحتفظنا بها أو صوَّرناها. كنّا سنحتاج أساطيل، لحَمْل هذه الشحنات من السعادة، وتفريغها، لأن احتفاظ شخص واحد بالسعادة المطلقة، ولو كذكرى، جريمة. لم نعرف أنها ستغدو كتلة خوف، من أنفسنا، لم يكن هذا دافعي إلى تمزيقها، ولا دافعكَ إلى حَرْقها. اكتشفتُ، كيف جعل الغضبُ إميلي ديكنسون تهونُ عليّ، صوري الفوتوچينيك لا تهمُّني، وورودكَ الجافّة مجرّد عطانة الزمن. في المقابل، أنتَ برهنتَ على جذور أسلافكَ، في التّخلّص من الموتى، لأن طقس المحرقة لم يكن من الناحية التاريخية، تكريمًا للكتابة.
كان يمكن لرسائلنا، أن تبقى مفرودة في الميناء، يُقلِّبها البحّارة والعتّالون، من أوّل الزمن إلى نهايته. اُنْظُر كيف كنّا سنتحوّل إلى رموز: قيس وليلى، خسرو وشيرين، كوكو شانيل وبوى كاپيل، غادة وكمال.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب