كتاب بعد النهاية – إبراهيم عبد المجيد
بين رحا مكان تركته ولم يتركني؛ وطحايا زمان أدركني ولم أدركه، تتفجر برأسي الأسئلة ويتداعى في عقلي الكثير من الوجوه الغائبة، فهل فعل الكتابة جاء لأذكرهم، أم لأحث ذاكرتي ألا تفلتهم!
أتسائل كيف لم تدرك أم أخيل وهي تضعه في نهر الخلود ممسكة إياه من قدميه، أنهما لن يطولهما الماء، فصارت قدميه نقطته القاتلة، رغم أن ذلك كان من أسهل ما يمكن إدراكه؟
ربما لم أجد تفسيرًا بسذاجة “ثيتس” أم أخيل، التي عرفت بنبوءة موته في معركة، فقامت بتغطيسه طفلاً في نهر ” ستيكس “، ولم تدرك وهي تمسكه من كعبيه، أنها منعت ماء الخلود من الوصول إليهما، فصار ” كعب أخيل ” هو نقطة ضعفه.
لكني أدركت بأن داخل كل منا ثيتس”! نظن أننا نحصن أنفسنا بما نستعين به على دهاء الحياة، لعلنا نجد مخرجاً من ردهاتها المليئة بالشقاء، لكننا لا ندرك أن تلك القوة ما هي إلا رداء تشف منه سوءة أنفسنا وتلك النقطة التي تضعفنا.
لذا سأعترف بأنني أغرقت روحي في نهر الحروف، ولم أغطس قلمي فأصبح نقطة ضعفي، التي أخشى أن تهلكني إن يوماً أفلتني، فتش عن ثيتس” في نفسك؛ ليس بحثاً عن النجاة، ولكن لأنها طوق شغفك فيما يسمى بالحياة.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب



