قصص عربية
كتاب بلو – محمود توفيق
للحق لم تكن جميلة إلى هذه الدرجة. مر أكثر من عشرين دقيقة قبل أن يدخل الزعيم ويقودنا إلى غرفة أخرى لنبدأ شغلنا- وفي هذه الدقائق العشرين كنت أختلس النظرات إليها، أتفحص جسدها من بوز جزمتها إلى مفرق شعرها. صرت أقل انفعالا مع كل دقيقة مرت وأكثر قدرة على رؤية الأمور على حقيقتها. قدرت سنها بحوالي أربعين عاما، إحدى هؤلاء النساء العاديات في منتصف العمر اللاتي أرى منهن المئات يوميا: في الشارع وفي المواصلات العامة وخلف الخزنة في السوبر ماركت وعند الخباز وفي صالونات الحلاقة والصيدليات وأكشاك السجائر. على وجهها علامات القهر وفي عينيها نظرة حزن غير قابلة للتفاوض. كان يمكن أن تكون أما لأحد أصدقائي.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب