كتاب تأكل الطير من رأسه – مصطفى زكي
تأخذك قصص مصطفي زكي إلي عوالم حميمة الطريق إليها موسد بلغة فصيحة واضحة وسلسة. تسرقك مما حولك بسرعة لتستغرق في أحداثها بل لتصبح أنت نفسك قطعة من الفسيفساء التي تكون اللوحات المتتالية للقصص. يجعلك المؤلف أحد المشاركين في حب زميلهم الراحل مبروك الذي يبحث عن حلمه بالطيران من الشباك المفتوح ليبتعد عن عالم لا يشبع أحلامه. أو نتابع معه سقوط النيزك من السماء في حصة الموسيقي، وقد تتحقق أمانينا إذا كنا أكثر شفافية وملائكية، وقد نتحول إلي فراشات في سماء الحجرة. تحلق حول بعضها ربما بفعل قدر من الخوف وربما في كثير من الفرح. نخاف مع زملاء الفصل الخائفين من المدرس العملاق، نبلل معهم ثيابنا، ونصدق قدرته علي الفتك بنا لكن الكاتب أيضاً استطاع أن يجعلنا نحلم بالانعتاق، ونقاوم عصفه بنا، ونضع الخطط، ولكنها بالرغم من ذلك تتركنا مدركين أن استمرارنا في هذا الصراع قدر أبدي ربما لن نتخطاه أبداً.
هل يحلم الموتى؟
هل نأتيهم في أحلامهم، فيهبُّون فزعين، ليجدوا أنفسهم ما زالوا في لحدهم المظلم الضيق! يتذكروا حياتهم السابقة، ويتذكروا أشياء كانوا قد نسوها.
هل يحلمون؟
أموت ثم أعود ثانية؛ لأموت بعدها مرة أخرى..
وفي كل مرة أراهم في الحلم أمامي، أراهم وأسمع صيحات ديك بعيد تدوِّي فأعرف أنني لم أمت، وأنني مستيقظ أهذي.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب
لمناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا