كتاب تدمير وطن (الحرب الأهلية في سوريا) – نيقولاوس فان دام
الحرب الأهلية في سوريا حقًا معقدة. عدد كبير من الفصائل تتقاتل على مثلث صغير من الأرض. قوى أجنبية أبت ألا يكون لها دور. بعضها دعم النظام، والبعض الآخر ساعد المعارضة. زاد الأمر صعوبة ظهور تنظيم داعش.
نظرًا لهذا التعقيد، فلن تتفاجأ أن كتاب «تدمير وطن»، للدبلوماسي الهولندي نيكولاس فان دام، لم يقدم وصفًا سريعًا للحرب. لكنه استفاض في تحليل العوامل والأحداث التاريخية التي شكلت مسار الحرب السورية.
فالكتاب الذي يأتي في 5 فصول بنحو 320 صفحة، وضح من خلاله فان دام، الذي شغل منصب المبعوث الهولندي الخاص إلى سوريا، أن طبيعة وتاريخ حزب البعث السوري هما من تسببا في الحرب، وأن التدخل الأجنبي أطالها، والدبلوماسية الضعيفة حالت دون انتهائها.
فعقب الانقلاب الذي قام به حزب البعث عام 1963. تم التخلص من المنافسين الأيديولوجيين الرئيسيين، والذين كانوا من السنة. ظهر الرئيس السابق حافظ الأسد منتصرًا. لكنه لم يسمح هو ولا ابنه بشار الأسد بأي تقاسم حقيقي للسلطة خارج حلقة صغيرة من العلويين. أصبح الحزب مصدرًا للاضطهاد الذي بدا ثقيلًا بشكل خاص على السنة.
بهذه الطريقة، مهدت طائفية الحزب، الطريق للصراع الحالي. جعلت الثورة حتمية. ثم جاءت القوى الأجنبية لتطيل أمد الصراع على أمل التخلص من الأسد. لكنهم لم يمارسوا ضغطاً كافياً لجعل هذا الأمل حقيقة واقعة. ولم يكن لديهم نفوذ قوي في ظل خلافتهم مع الدولتين اللتين يمكن أن تؤثرا حقًا على نظام الأسد – روسيا وإيران.
أهم ما ميز الكتاب، أنه لم يعط مجرد تعليق عابر على الحرب، لكن تحليلًا تاريخيًا ودبلوماسيًا لها، مرفقًا إياه بـ 5 سيناريوهات مستقبلية لما يمكن أن تنتهي إليه. فالكتاب حقًا مهم لمن يرغب فهم طبيعة الصراع المعقد في سوريا.
صدر الكتاب عام 2017، باللغة الإنجليزية، قبل أن تتم ترجمته من قبل عدة مترجمين وتنشره دار جنى تامر للدراسات والنشر عام 2018.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب