كتاب تفاح أمريكاني – أحمد مجدي أبو الفتوح
العمل القصصي ليس كتابة الحياة داخل العمل وكفى، إنما هو محاولة لرصد تبعات تلك الحياة، وطرح الأسئلة حولها؛ والتأمل فيها، وفهمها أكثر، وهو الشيء الذي يطرحه الكاتب المصري أحمد مجدي أبو الفتوح في مجموعته القصصية «تفاح أمريكاني» فأثبت عبر قناة الفن القصصي، قدرته على خلق شخصيات ذات سيمياء فكرية، تستطيع استيعاب التحولات التي أصابت القيم الجوهرية في الحياة المعاصرة.
في الحكاية التي تحمل عنوان المجموعة «تفاح أمريكاني» الصادرة عن الدار العربية للعلوم/ ناشرون، يستحضر الكاتب حيًا شعبيًا يعيش داخله أُناسه الأصليون، قبل أن تدخل تلك المرأة الغريبة وتسكنه، وتمتد بجذورها في أرضهم كشجرة تفاح كبيرة بينهم، لكن استشعار الخطر منها يجعلهم يحاولون اقتلاعها من أرضهم، لكنهم لم يفلحوا لاختلاف الرأي بينهم. هذه الحكاية بما تحيل إليه من دلالات، يضعها الكاتب في سياق جدلي، يتم فيه تظهير شخصياتها من خلال فعلها وإدراكها أو وعيها أو وجهة نظرها في السياق الذي تعيش فيه، بتبايناته المختلفة؛ ولذلك يُمكن فهم عملية التزييف التي يتعرض لها الإنسان العربي، ممن كتبوا له تاريخ بلاده؛ «مساكين أهلُ ذلك الحي؛ معلوم، مَن يكتب التاريخَ لهم، كاذب.. معروف، من يقرأُ التاريخَ عليهم، أعمى»؛ أما عن «النبتة الشيطانية» التي امتدت في الحيّ بفرعها حتى استغنت عن الأصل المنزرع في الأرض، وأصبحت شجرة مستقلة، فيمكن أن تشير إلى الأجنبي المحتل، والعدو الغاصب للأرض. «يزرع الشرفاءُ فيجني اللصوص» و»التُّفاح لِمَنْ أولى شجرتَه اهتماماً» وبهذا المعنى تكون الأرض وما عليها لمن يتمسك بها. وبهذا المعنى أيضاً يريد الكاتب من القارئ مساءلة وعيه وامتحانه، في مقابل وعي آخر، وهذا يتطلب وعياً يقظاً من القارئ، حتى يستطيع أن يفصل بين ما هو حق شرعي وما هو أمر واقع. «رسالتي لكم يا أهل الحيّ، إن أردتم الفلاحَ في الدُّنيا والآخرة، فانشغلوا بما تبقَّى لديكم من أشجار التفاح، ولا تنشغلوا بخروجها من حيِّكم فإنها لن تخرج».
يضم الكتاب عدداً من الحكايات والقصص القصيرة والقصيرة جداً نذكر من العناوين: «أَصْحابُ السُّوقْ» «تفاح أمريكاني» «حمارُ قريةِ العجائب» «بين ملاكٍ وشيطان» «السباق» «ابنُ الإله» «الطريق» «أصلْ وصورتان».. وعناوين أخرى.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب