قريبا

كتاب تمارين معجمية – علي المجنوني

إنْ تكن اللغة موضوعًا يُبليه الطَّرْقُ فنصوص هذا الكتاب تسعى إلى تمحيص المجال العريض الذي تعمل فيه اللغة، بدءا من كونها ظاهرة طبيعية تُحسّ على جدران الكهوف وعلى أطراف الألسن، وانتهاء بكونها نشاطًا ثقافيًا يُمارَس بين الإنسان وأخيه، وبين البَنان والآلة. تستثمر النصوص في تأملاتها حول الموضوع طاقاتٍ شعريةً وسرديةً مبتكرة يتناسب طموحُها مع الحاجة إليها، متخذة من اللغة لا موضوعًا لها فحسب، بل منوالًا تستمدّ منه أدواتها ورؤيتها الفنية وموقفها.

تتخذ نصوص الكتاب هيئة موادّ معجمية منثورة أو نباتات متنوعة في مشتل لغوي ومفاهيمي ينظّم المناخ اللازم لنموّ نباتاته وازدهارها. إنها تمريناتٌ هازلة وألعابٌ جادّة في آن واحد. تُمسرح المفرداتِ والتعبيراتِ وحتى الأصواتَ أحيانًا، ثم تقترح كُوًى يمكن من خلالها النظر إلى تلك المكونات اللغوية نظرات حادّة وطازجة. فمرّة تعيد قدح شرارة الدلالة، ومرة تلفّق أساطير لغوية مصغّرة وخاصة، ومرة تخلع على الكلمات سماتٍ اختصّ بها الإنسان نفسَه، ومرة تزعزع التواطؤ الجمعي على النسيان الذي هو شرط المعنى، ومرة تقوّض استعاراتٍ مستهلَكةً وتؤسس مكانها أخرى. وهكذا تقدّم في مجملها تصوّرًا واضح الملامح عن اللغة يتجاوز مجموع الفُرَجِ المنفتحة عليها.

مثلما يعترض موشورٌ ضوءَ الشمس الأبيض فيستخرج منه ألوانًا كامنة عن النظر، تتدخل هذه النصوص بينك وبين اللغة فتتغيّر إلى الأبد طريقةُ رؤيتك لها، وترتبك علاقتُك بها، ومن ثَمّ علاقتُك بنفسك باعتبارك ذاتا يستحيل تصوّرها خارج تلك اللغة.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى