قريبا
كتاب توني موريسون (سيرة موجزة لكاتبة شجاعة) – بربارا كريمر
لم تكن توني موريسون (التي غادرت عالمنا في الخامس من شهر آب 2019) محض كاتبة أو روائية ذات خصوصية عرقية-باعتبارها أيقونة الكاتبات السود-فحسب؛ بل كانت إمرأة شجاعة حفلت حياتها بكلّ صنوف المجالدة والممانعة التي يمكن أن تميّز إمرأة ذات عزيمة فولاذية أرادت رؤية حلمها متحققاً على أرض الواقع، فضلاً عن أنها كانت عنصراً فاعلاً في حقل الدراسات الجندرية والعرقية والمباحث الخاصة بسياسات الهوية والجماعات المهمّشة والمتمايزة، لا على الصعيد الأمريكي فحسب بل على المستوى العالمي بأكمله. شدّتني علاقة روحية خاصة إلى توني موريسون منذ أن قرأت لها روايتها الأولى (العين الأكثر (زرقة)، ثمّ توطّدت وشائج هذه العلاقة مع رواياتها اللاحقة وبخاصة روايتاها المميزتان )جاز و(فردوس)، بالإضافة إلى أعمالها الرصينة في حقل الدراسات الثقافية التي شاعت وترسّخت مفاعيلها بفعل المؤثرات العولمية المعروفة.
تتوّجت مقدرة توني موريسون الروائية والثقافية بحصولها المستحق على جائزة نوبل للأدب عام 1993، كما قلّدها الرئيس الأمريكي باراك أوباما وسام الحرية الأمريكي (وهو أعلى تقدير يمكن أن يحصل عليه فرد من الأمريكيين من غير العسكريين) وتُعدّ بين أعاظم الروائيين الأمريكيين، كما يرى الكثير من النقّاد الادبيين أنّ روايتها (محبوبة) واحدة من أفضل الروايات الأمريكية التي كُتِبت في الربع الأخير من القرن العشرين. وُلِدت توني موريسون ونشأت في منطقة الغرب الأوسط الأمريكي وسط عائلة تكنّ حبّاً لاحدود له لثقافة السود، وقد شكّلت القصص المروية شفاهياً مع الأغاني والحكايات الفلكلورية المعين الثرّ الذي نهلت منه موريسون معظم خبرتها الطفولية.
حصلت (موريسون) على شهادة البكالوريوس في الأدب من جامعة هوارد عام 1953 ثم أعقبتها بشهادة الماجستير من جامعة كورنيل عام 1955 ومارست التعليم الجامعي في عدة جامعات أمريكية حتى انتهى بها المطاف أستاذة في جامعة برينستون الأمريكية المرموقة منذ عام 1989 ، كما عملت محررة للنشر في فترات مختلفة من حياتها في بعض دور النشر الأمريكية ولاسيما دار نشر (راندوم هاوس) المعروفة. المترجمة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب