كتاب جذور العنف في تربية الطفل – أليس ميلر
أرى أن مهمّتي تنطوي على تنبيه الرأي العام إلى آلام الطفولة المبكرة
وهو ما أسعى إليه على مستويين مختلفين، وأبذل جهدي على هذين المستويين للوصول إلى الطفل الذي كان عليه القارئ الراشد.
أبحث هذا في القسم الأول من الكتاب عبر عرضٍ لـ «التربية السوداء»، أيْ المناهج التربوية التي نشأ عليها أهلنا وأجدادنا.
ربما يوقظ الفصل الأول عند بعض القراء، مشاعرَ إثارةٍ وغضب قد يكون لها تأثيرٌ علاجيّ مفيد.
وفي القسم الثاني، سأعمد إلى وصف حياة إحدى مدمنات المخدرات، ثم أتحدث عن حياة قائد سياسي مشهور، وثالثاً عن أحد قتلة الأطفال
فهؤلاء الثلاثة كانوا ضحيّة معاملات سيّئة وإهانات عميقة خلال سني حياتهم الأولى.
في اثنتين من هذه الحالات الثلاث، أستند بشكل مباشر تماماً إلى قصصٍ سردها لي المعنيّون حول طفولتهم
وما تلاها من حياتهما، وأودّ مساعدة القارئ على فهم هذه الشهادات المؤلمة بوصفي محلّلة نفسية.
هذه الأقدار الثلاثة تدين الآثار التخريبية للتربية، وإنكارها للجزء الحيّ فينا، وتفضح خطرها على المجتمع.
حتى في إطار التحليل النفسي، ولا سيما إطار النموذج الغريزي، تبقى آثارٌ من هذا الموقف التربوي.
فكرتُ في البداية، في أن أجعل من دراسة هذه النقطة المحدّدة فصلاً أدرجه في هذا الكتاب
لكن نظراً لضخامة الموضوع، فقد تحول إلى موضوع لكتابٍ ثالث نُشر في ألمانيا (Du sollst nicht merken, Suhrkamp, 1981).
بيّنتُ فيه أيضاً، وبشكل أدقّ ممّا فعلت حتى الآن، أوجهَ الخلاف بين مواقفي ومختلف النظريات والنماذج التحليلية النفسية.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب