كتاب جوهر الإنسان – إريك فروم
هناك العديد ممن يعتقدون أن البشر خراف، في حين يعتقد آخرون أنهم ذئاب. ويستطيع كلا الجانبين حشد العديد من الحجج الجيدة لإثبات آرائهم. إذ لا يحتاج أولئك الذين يقولون إن البشر خراف سوى للإشارة الى أنه يمكن بسهولة التأثير عليهم ليقوموا بتنفيذ ما يطلب منهم فعله، حتى لو كان ذلك مؤذياً لهم؛ وأنهم يتبعون قادتهم الى الحروب التي لا تجلب لهم سوى الدمار، وأنهم مستعدون لتصديق أي نوع من الكلام السخيف إذا قدم لهم بطاقة كافية، وكان مدعوماً بسلطة ما. ألا نرى عدم إنسانية الإنسان اتجاه إخوته في كل مكان: في الحرب الوحشية، في القتل والاغتصاب، في الاستغلال الوحشي للضعيف من قبل القوي، وفي حقيقة أن أنات المعذبين وآهاتهم لم تعد تلقى إلا آذاناً صماء وقلوباً قاسية؟ لقد قادت كل هذه الحقائق الى استنتاج أن “الانسان ذئب لأخيه الانسان”. وقادت الكثيرين منا اليوم الى افتراض ان الانسان شرير ومدمر بطبيعته، وأنه قاتل لا يمكن حرمانه من متعته المفضلة الا بتخويفه من قتلة آخرين أشد بأساً منه.
بمثل هذه الأفكار يمور كتاب إيريك فروم (جوهر الإنسان) وهو يحلل أشكال العنف المختلفة والنرجسسية الفردية والاجتماعية، والقيود السفاحية، والحرية الحتمية والاختيار.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب