كتاب جوهر الإيمان بحسب مارتن لوثر – لودفيغ فويرباخ
مارتن لوثر ، كما هو معروف، هو مطلق عملية الإصلاح البروتستانتي ، التي نشأت في ألمانيا لتجتاح العالم كله من بعد ، والتي كان من نتائجها ظهور الاصلاح الكاثوليكي المضاد ، الذي يبدو لنا اليوم ، خاصة في شقه “البافاري”وقد تجاوز كثيراً الإصلاح الأصلي ، الذي يبدو لنا اليوم أيضاً، وكأنه عاد إلى مرحلة ما قبل لوثر في اللاعقلانية والسلفية ، عبر بعض التيارات البروتستانتية، خاصة تلك التي استلهمت أفكار كالفن وزفينغلي . لوثر أيضاً، في إصلاحه الذي يعتبر نقطة تحوّل في تاريخ العالم ، لا تقل أهمية ربما عن ظهور المسيحية ، لعب دوراً إلهامياً لا غبار عليه في ظهور حركة الإصلاح اليهودي ، التي نشأت أساساً في ألمانيا ، والتي قلبت “شولحان عاروخ” الأرثوذكسية اليهودية رأساً على عقب.
ليس مارتن لوثر مصلحاً مسيحياً فحسب ،مارتن لوثر أحد أهم أسلاف العلمانية، وذلك حين كسر المحظورات العقلية الكاثوليكية، فسمح للإنسان أن يحلّق في سماء الفكر إلى الحدود اللامتناهية. قد لايكون مارتن لوثر ذاته علمانياً، لكنه دون أدنى شك، سمح بحركته لحرية الفكر و التعبير أن تنطلق من قيود محاكم التفتيش، فكان أن ارتفت إلى العلمانية التي ينعم بها الغرب اليوم .
في هذا الكتاب يحاول فيلسوف الإلحاد الأنثروبولوجي ، لودفيغ فويرباخ، أن يثبت بالدليل القاطع من أعمال مارتن لوثر بالذات ، أن المصلح الألماني الشهير كان داعية إلحاد مبطن . فهل كان فويرباخ محقاً في دعاويه، أم أنه كان مجرد مفكر اجتزائي يضع فكرة في رأسه ثم يبحث عن نصوص من لوثر يلويها من أجل أن تدعم فكرته ؟ إضافة إلى نص فويرباخ حول لوثر القصير نسبياً، قدمنا في هذا العمل دراسة غير مختصرة لأطروحات فويرباخ الإلحادية، الردود المسيحية عليها، وردودنا على الردود المسيحية
– إضافة إلى تحليلنا للوضع السياسي الذي أدى بفويرباخ إلى هذا النوع من الكتابة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب