كتاب حبيبة قلب بابا – شريف عبد الهادى
كل البشر، باختلاف دياناتهم، وجنسياتهم، وألوانهم، تجمعهم نفس المخاوف.. من الموت، والفراق، والخيانة، والفشل. وتسعدهم نفس الأحاسيس.. النجاح، والحب، والإنجاب، ومشاعر الأبوة والأمومة.
كلهم يخشون من ذلك اليوم الذي يموتون فيه قبل أن يعثروا على شريك حياتهم، ولو عثروا عليه ترعبهم فكرة مقابلة ملك الموت قبل أن يتزوجوا وينعموا بدفء الوصال وهيام المحبة، ولو تزوجوا فإن خواطرهم تسرح في تلك اللحظة العصيبة التي يخبرهم فيها الطبيب أن الأمل في الإنجاب قد صار حلما مستحيلا، إلى أن تـُكذّب الأيام هواجسهم حين يبارك الله قصة حبهما وتمنحهم مشيئته حلاوة التوحد وسكن النفس في النفس، ليصبح الجسدين جسدا واحدا في ليلة زفاف لن تسقط من الذاكرة مهما طال الزمان، وعند الطبيب أو في معمل التحاليل يسمعان أحلى خبر في الوجود: مبروك.. المدام حامل
ساعتها تبرق في الذهن كلمة “بابا”، وتحن الحواس لكلمة “ماما”، لينسى الزوجان كل شيء في الوجود إلا التخطيط لسعادة هذا الملاك القادم من السماء كهدية تحمل توقيع الرب، ومع انتظار وصول الهدية تتوالى الأسئلة:
هنعمل إيه عشان البيبي يتولد بصحة كويسة؟ هيتولد في أي مستشفى؟ هنجيب له هدوم منين؟ لما يكبر شوية هنقدم له في مدرسة إيه؟ وتتوالى الأسئلة في ذهن الأب والأم، إلى أن يصلوا لأهم وأخطر سؤال: يا ترى هنفرح بيه لما يكبر؟ وهيعمل إيه لو اتولد ما لاقاش أبوه أو أمه حواليه؟!!
هذا ما يجيب عنه الكتاب، بلسان أب لازال شابا، ورغم ذلك يحمل داخله هواجس ومخاوف أن تكبر إبنته فلا تجده معها في هذه الحياة الصعبة، ويا لها من مخاوف تسكن في عقل أي أب، وقلب كل أم.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب