كتاب حياتي – ليون تروتسكي
حين شرع الثوري الروسي ليون تروتسكي (1879 – 1940)، أحد أبرز قيادات الثورة الروسية عام 1917، في كتابة سيرته الذاتية عام 1929، استقرَّ على عنوان “حياتي: محاولة في كتابة سيرة ذاتية” من ضمن عدة اختيارات، جاء من أبرزها: “نصف قرن: 1879 – 1929″، و”في خدمة الثورة: تجربةٌ في السيرة الذاتية”، و”حياة نضال: السيرة الذاتية لثوري”، و”أن تحيا هو أن تناضل: السيرة الذاتية لثوري”.
كَتَبَ تروتسكي هذه السيرة عن نفسه من منفاه في تركيا، استنادًا إلى العديد من المسودات الخاطفة عن حياته للنشر في الصحف. ويغطي الكتاب، الذي نُشِرَ لأول مرة عام 1930، ونقدمه هنا للقارئ العربي مُترجَمًا عن النسخة الإنجليزية الصادرة عن دار Pathfinder Press الأمريكية، فترات نشأة تروتسكي وشبابه، وبدايات نضاله السياسي ومنفاه الأول إلى سيبيريا ثم هروبه إلى أوروبا، وعبر ثورة 1905، مرورًا بنضاله من المنفى الثاني في أوروبا، وصولًا إلى ثورة 1917 وما تلاها من حربٍ شنَّها جنرالاتٌ روس مدعومين بجيوشٍ أوروبية جرَّارة، وحتى نضاله ضد الستالينية، وطرده من الحزب الشيوعي ونفيه خارج البلاد للمرة الثالثة.
يتمتَّع هذا الكتاب بقيمةٍ أدبية رفيعة لما يتناوله من حياةِ ثوريٍّ برز اسمه في صدارة الكثير من الأحداث التاريخية التي غيَّرَت وجه العالم في عصره. ويتميَّز كذلك بأسلوبٍ أدبي ممتع، ليس فقط لأن هذه سيرةٌ ذاتية هي بطبيعة الحال ضربٌ من ضروب الأدب، بل أيضًا لأن هكذا أسلوب هو ما اعتاد المؤلف الكتابة به في أغلب أعماله –التاريخية والسجالية على الأقل. نجد بين طيَّات هذا الكتاب الكثير من السرد التاريخي، والشروح الفلسفية، والرؤى والتصوُّرات الشخصية والسياسية، والسجالات النظرية التي لا يخلو بعضها من حِدَّة. لكنه يظل مع ذلك كتاب سيرة ذاتية، إذ كانت هذه العناصر مُكوِّناتٍ رئيسية لحياة المؤلف الشخصية الواعية حتى اغتياله عام 1940 على يد أحد عملاء الستالينية في المكسيك.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب