كتاب حيث تشير البوصلة – سناء عون
بلغت المجموعة القصصية الجديدة للكاتبة السورية المقيمة بالنرويج سناء عون القائمة الطويلة لجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية لدورة إسماعيل فهد إسماعيل بالكويت. وتقدّم المجموعة، الصادرة عن منشورات المتوسط في بداية 2018 تحت عنوان “حيث تشير البوصلة”، عشر قصص قصيرة بمثابة التفاتات إلى حياة سورية في لحظة الوداع، وعالم يتداعى، بصوتٍ أنثويّ مفعمٍ بالرثاء.ترصد القصص جوانب إنسانية في سوريا المنذورة للموت، عبر شخصيّات شعبية غالبًا، وكذلك عبر استحضار أصوات الأشياء والجمادات. وكما قطّبت روز، بطلة القصة الأولى “صور مقطّبة”، الصور التي مزّقتها نيران المدافع والاشتباكات، بخيوطٍ نسلتها من ثوبها، ثوبِ الأم المكلومة؛ تحوك سناء عون قصصها بإبرة مشابهة هي إبرة الفقدان والخوف، فقدان المكان والزمان، والخوف منهما أيضًا، بعدما صارا لحظة وحشية لا تنتهي.
يأتي عنوان المجموعة “حيث تشير البوصلة” ليلعب لعبةً تقلب الحقائق، فإذا كانت عادة البوصلات أن تشير رؤوس إِبرها إلى الشمال، فالأمر كذلك فيما يتعلّق بمكان كتابة القصص، لكنّه مختلفٌ تمامًا إذا ما نظرنا إلى المكان الذي تحكي عنه، والذي لا تشير إليه سوى بوصلة القلب. بهذا المعنى؛ الكتابةُ بوصلةٌ معكوسة، أو توجيهٌ واعٍ لحركة رأسها.
تستحوذ النساء على فضاء النصوص: روز، دلال، نساء الحارات، سارة… إلخ. إنهنّ سوريات بامتياز، مدموغات بمياسم الفجيعة والغياب، عاشقات وثكالى ومهجورات ووحيدات. النساءُ هنا صوتُ أمومةِ المكانِ السرية.
من جانب آخر، تأخذ الأشياء مساحة واسعة من الحيّز السردي، إلى درجة أنها تتحوّل إلى شخصيات مكتملة. الأشياء التي تقدمها هي: فستان أحمر يتسخ في خيال صاحبته لأنه لم يُلْبَس، فلا مكان لبهجة الفساتين وأناقة الجميلات. درّاجةٌ تتناقصُ قطعةً قطعةً كلّ يوم. كتاب يقطع رحلة اللجوء. كرة قدم تشرح وجهات نظرها في الحياة، وتسعى إلى تقرير مصيرها.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب