كتاب خطاب السويد أو الفنان وزمانه – ألبير كامو
يلتقي القارئ ، فـي هذا التدوين ، مع نصين أساسيين فـي حاشية العمل الفكري والنضالي وسجل دقيق لمنظومة المفاهيم الأدبية والمذاهب المؤطرة لها مثل التيارات المصاحبة . وإذا كنت ممن يعتبرون أن مبادئ الكاتب ، وهو عند كامي الفنان ، توجد كما تستخلص أساساً من صلب عمله الفني ، وليس من فُتات أقواله أو نصوصه الميتا ـ نصية ، فإني أجد أن لهذه قيمتها التركيبية والمجوهرة لمجمل كتابات الكاتب ، ولمواقفه فـي الحياة ، فضلاً عن سيرته الحميمية . وعند فنان من عيار كامي ، ارتبطت الكلمة لديه بانخراط واع فـي شؤون وشجون عصره ، تصبح للنصوص الموازية قدرة الإضاءة والتزويد بأدوات تحليل وتأويل إضافـية للأعمال الأدبية ، لا غنى عنها أحياناً . أحسب أن من سيقرأ ، كما قرأت وأفدت، محاضرة أوبسال ، الموالية للخطاب أمام أكاديمية السويد، واللذين آثرنا جمعهما فـي هذه الترجمة تحت عنوان واحد لارتباط سياقهما وانسجام وتعالق قضاياهما؛ أحسب أنه واجدٌ نفسه أمام إحدى الخلاصات القليلة والغنية لثقافة وأدب حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية ، أولاً ، وتركيب مفرد للتيارات الصاخبة والهامسة للحقبة ذاتها ، فـي قلبها الجدل حول الواقعية الاشتراكية وموقف الكاتب ووضع الكتابة بين أقطاب الجمال والحرية والالتزام ، باختصار بين حدّي الروح الإبداعية الطليقة وأي نزعة أدبية مذهبية توجيهية.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب