كتاب دروس في الأخلاق – أمبرتو إيكو
أصدر المركز الثقافي العربي في بيروت والدار البيضاء، (2010)، الترجمة العربية لكتاب الروائي والكاتب الإيطالي الشهير إمبرتو إيكو: “دروس في الأخلاق”، وقام بترجمة هذا الكتاب الناقد المغربي سعيد بنكراد انطلاقا من الترجمة الفرنسية التي صدرت عن دار النشر الفرنسية العريقة “غراسيه” في طبعة صدرت عام 2000. ويقع الكتاب في 152 صفحة من الحجم المتوسط، دون الإشارة إلى صاحب لوحة الغلاف. يضم الكتاب خمس مقالات لصاحب “بندول فوكو”، و”اسم الوردة”، وهي تحمل العناوين: “التفكير في الحرب”، “الفاشية الأبدية”، “حول الصحافة”، “الأنا والآخر”، “التروح وغير المسموح”.
وقد كتب إيكو هذه المقالات الخمس على فترات متباعدة، تتناول سلسلة من القضايا الخاصة بالوجود الإنساني، منها الأخلاق والعلمانية والتدين والثقافة والمثقف والعلاقة مع الآخر وغيرها من الموضوعات ذات الطابع القيمي العام. ويقول الدكتور سعيد بنكراد في مقدمة هذا الكتاب “وليس في نيتنا تقديم ملخص لهذه المقالات أو بسط القول فيها، فهذا أمر لا ترجى منه فائدة، فالنص يُغني عن التلخيص، والتلقي المباشر أهم من وساطة مترجم لا يمكن تبرئة ذمته، فهو ينقل ما يشتهيه، لا ما يبحث عنه القارئ بالضرورة. ومع ذلك، فإن ما يقوله العنوان وحده كاف لأن يثير الكثير من التساؤلات حول مقولة الأخلاق، فهي تكاد تكون الثيمة الرئيسية للكتاب كله.”فسوء الفهم” و”الجهل” بخصوصيات الآخر و”الدونية الحضارية” و”التفوق العرقي” مواقف تندرج كلها ضمن ما يمكن أن يشكل أخلاقاً تُعتمد في الحكم على الآخر وتصنيفه. فالـ”نحن” غامضة دائماً، لأنها تعتمد معاييرها للحكم على الآخر وتحديد المقبول والمرفوض والمحبذ والمكروه عنده. وباسم هذه الرؤية تمت في كثير من مراحل التاريخ مقاضاة الآخرين والحكم على سلوكهم، بل وإعلان الحرب عليهم. فالـ “نحن” التي قادت الحرب في أفغانستان والعراق وغيرها من مناطق العالم ليست آتية من خارج التاريخ، إنها ثمرة من ثماره، وجزء من سيرورة حضارية تشكلت باعتبار هويتها تلك في علاقتها بالآخرين لا في انفصال عنهم. ولذلك، لا يمكنها أن تتحدد باعتبار ذاتها، أي باعتبار المخزون الأخلاقي عندها، بل يجب أن تقيس أخلاقها بأخلاق الآخر (إن العزلة لا تقود إلا إلى الفاشية).
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب