كتاب دفتر النائم – شريف صالح
بدءًا من عتبة العنوان يقودنا “دفتر النائم” إلى عوالم تمتزج فيها الخيالات بالأحلام، فيما يبدو حضور “الواقع” بشخصياته وأحداثه طفيفًا عابرًا، مما يمنح فضاء “التأويل” مساحةً أكبر، فلطالما ارتبطت “الأحلام” بمحاولات عديدة للتأويل، إلا أن العوالم التي ينسجها “شريف صالح” في قصصه ليست ـ كما قد يظن البعض ـ ألغازًا تحتاج إلى من يفك شفراتها ويفسّر مضامينها، بل هي تقدم نفسها كما هي تمامًا نماذج للقصّة المختلفة المكتوبة باحتراف، يندمج القارئ في عالمها بسرعة، ويجد نفسها خارجًا منها بسرعة أيضًا، محملاً بكمٍ من التساؤلات والرغبة في استكشاف عالمه بطريقة مختلفة في كل مرة، وهو ما تفعله الكتابة الإبداعية الناجحة دومًا.
أربعة وعشرون نصًا قصصيًا تمتاز بالتنوع والتكثيف في آنٍ معًا ندور فيها حول عوالم الحلم والخيال والفانتازيا بين الطفل الذي يضيع من أبويه في “رحلة النهار والليل” أو القطار الذي لا يصل إلى الفتاة التي أحبها في “تووووت” أو ست الحسن التي تغوي الشاب فيفقد شعوره بالزمن في “كوخ ست الحسن” .. وغيرها من القصص التي لا يبدو العالم فيها متشابها، أو يمكن الإمساك بتفاصيله كلها، بل على العكس تظهر المفاجأة طوال الوقت مهما بدا العالم المرسوم واقعيًا، كما تأتي النهايات طوال الوقت مفاجئة ومباغتة!
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب