كتاب دنيا المظاهر وحياة الأقنعة – ميشيل مافيزولي
يتضمن الكتاب بين يديك معطيات مستخلصة من صميم الواقع ، وتحديداً من الوقائع البارزة والناهدة في هذا الواقع الكبير ، مقتنعين في ذلك بأن الإنصات إليها وبسطها للنظر هو السبيل الكفيل بتقديرها حق قدرها.
يندرج المسعى العام لهذا العمل في الإنتصار لأحكام الواقع المتباينة تماما لأحكام القيمة. لاجدال في أن الأحكام المعيارية لاتزال شديدة الانتشار والشيوع إلا أنها آخذة في الاعتدال واجتراح سبل النسبية ، كما أنها موسومة بطابع عَرَضي لافت وبهشاشة بالغة على غرار كل الظواهر التي تسعى إلى وصفها.
هي ذي الحساسية النظرية المفصلية المؤطرة لهذا الكتاب والتي أسهبت ، في مناسبات عدة ، في بسط حيثياتها وعرض مسوغاتها. تسعى هذه الحساسية جاهدة إلى التخفيف من حدة التقابل الذي أرسته الحداثة بين العقلي والحسي. وقد اقترحت بديلاً عنه من خلال ما أسميته ب العقلانية الفائقة قاصداً بها نمطاً معرفياً مازجاً بين كل العناصر والمكونات التي درج العقل الحداثي على نعتها بالثانوية أو العرَضية ، وفي القلب منها العادي والمبتذل في حياة الناس ، والوجداني وكل ماله صلة بالمظهر ، وعناصر أخرى يختصرها مصطلح الجماليات.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب