كتاب دور المعمار في حضارة الإنسان – رفعة الجادرجي
يضيف المعمار الكبير رفعة الجادرجي سفراً جديداً إلى منجزاتِه العلميّة والفكرية والفنيّة ويغني الثقافة العربية بهذه الدراسة الدقيقة التي تهدف إلى «بيان الموقف من ظاهرة العمارة والدور الاجتماعي للمعمار… والمسؤولية التي أنيطت به من قبل المجتمع، سواء أكانت هذه المسؤولية ضمنيّة أم في مخيّلة كليهما: المعمار المكلّف مقابل المجتمع الذي يتعامل معه».
يخاطب الجادرجي الإنسان العربي، وكلَّ مُتلقٍّ آخر بصورةٍ عامّة ليفتح أمامه الآفاق أمام فهم عميق لأهمية الرسالة الثقافيّة والإنسانيّة التي تبثّها العمارة. ولعلَّ هذا الكتاب يتبوّأ الطليعة بين الدراسات التي تناولت العمارة فناً ورسالة، ولرّبما هو الأكثر تميّزاً وشمولية – إذْ يخاطب المعمار المختص والقارئ العادي من دون أن يخسر شيئاً من الدقة العلمية ومن دون الوقوع في فخ التعقيد.
إن الهدف من هذه الدراسة التمهدية، هو بيان الموقف من ظاهرة العمارة، والدور الاجتماعي للمعمار فيها، والمسؤولية الاجتماعية التي انيطت به من قبل المجتمع، سواء اكانت هذه المسؤولية ضمنية، ام في مخيلة كليهما: المعمار المكلف، مقابل ذلك المجتمع الذي يتعامل معه، والذي كلفه بهذا الدور في تهيئة مصنعات (Artifacts) المعيش اليومي، اي هناك تعاقد واضح بين الطرفين.
فالمعمار، هو الحرفي المختص الذي يبتكر رؤية لشكل المصنعات، وكيفية تصنيعها وتسخيرها في ارضاء مركب الحاجة الاجتماعية. وحينما كان المعمار في المجتمع التقليدي هو الحرفي، الذي يقوم بدور الرؤيوي والمصنّع، في الوقت نفسه، ظهر مع نضج العصر الكلاسيكي الاغريقي، المعمار المتشخص (Individuation) والفنان. ولم يظهر مقام التشخص ثانية، ويتطور وينضح الا في عصر النهضة، الذي بدأ في ايطاليا. فأصبح دوره يتضمن ابتكار رؤية جديدة لشكل المصنّع، نيابة عن المجتمع.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب
لمناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا