كتاب دولة حزب الله (لبنان مجتمعاً إسلامياً) – وضاح شرارة
ولدت الحركة الخمينية اللبنانية “حزب الله -لبنان، من أحشاء المجتمع اللبناني الممزقة. ووصلت ولادتها بين مطامح علماء الدين الشيعة (اللبنانيين) في الاضطلاع بدور اجتماعي وسياسي وفكري فاعل ومؤثر، وبين رغبات المهاجرين والمهجرين وأهالي الأطراف في الخروج من أنقاض الأبنية الاجتماعية التي ألجأتهم إليها الحروب الملبننة والمتطاولة. فجمعت الولادة، ثم النشأة، الولاية الإمامية الشيعية “حبر العلماء” إلى تعبئة الأمة المعاصرة والحديثة في حرب عامة ترهب قوى الشر وشياطينه “دم الشهداء”. وتولت نواة الحركة، الخفية، إنشاء مجتمع حرب يتعهد دوام التعبئة والشهادة والتصدع الاجتماعي والسياسي، من وجه أول، ويتعهد، من وجه آخر، الانقياد لسياسات إقليمية ودولية خارجة عن المعايير العامة وعليها. نبذة المؤلف:عندما نشر البحث الذي بين يدي القارئ أصلي نقداً حاداً والأرجح على الظن أن ما ينكره المنكرون على البحث هو مجرد حملة الجماعة التي يتناولها على موضوع نظر اجتماعي تاريخي، وتوسله إلى هذا التناول بالمسألة عن المعاني التي تقوم عليها هوية الجماعة، وتقوم هي (المعاني) بهوية الجماعة وبعصبيتها. فمثل هذا النظر يباشر موضوعه متفرقاً، على خلاف المثال الذاتي والنفسي والأنوي الذي تطلبه الجماعات السياسية لنفسها، فكيف إذا كانت الجماعة، موضوع النظر والبحث، سياسية ودينية وعسكرية وأمنية وثقافية واجتماعية، جميعاً. أي إن ما تنكره الجماعة هو حملها على مركب من المصادر والعوامل والأوقات والمعاني والأعمال. وإثبات التركيب والكثرة يشعر بضعف التجانس ويؤذن به. وهذا، أي ضعف التجانس، ينم بسلطان متنازع، أكان سلطان الجماعة على نفسها أو سلطان من يتسلطون من الجماعة عليها. ونازع الجماعة، لا سيما إذا كانت على حرب وتعبئة، هو إلى إطفاء المنازعة، وإلى نسبة جميعها إلى وجهي السلطان وتوحيدهما في واحد.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب