كتب الفلسفة والمنطق

كتاب ذرية الحداثة المرعبون – بيتر سلوتردايك

على خلاف السرديات السائدة للحداثة، سواء كانت اتصالية (تعود بها إلى العصر الوسيط المتأخر وحتى إلى مطلعه) أو قطائعية (تمتدّ بها إلى ما بعديّاتٍ شتّى)، يبتكر هذا النص أسوة بحدس نيتشوي جليل، منظورًا بعينه في النقد الجنيالوجي قصا مغايرا للأزمنة الحديثة من حيث نشوءاتُها وتشكلاتها وتوتّراتُها الدفينة. ومن ثم تنكشف الأزمنة الحديثة قِدْرَ إنغال وتهجين لا أحد بمقدوره اليوم أن يتنبأ بأوان انخماده، بعد اتقاده وغليانه فجوة من بعد فجوة. وأما ذراريها فمرهبون لأنّهم حمّالو نغولة نسابية يتحيّزون عند الهوى قوى نشء لكائنات مسيخة لا تشتغل إلا تزييعًا نِسابيًا وتخريبًا لإمكان الاستخلاف والتوارث بين الأجيال، بل انفصالاً بالتمام عن هيلمان الأصل والتحدار والتركة. ذلك أنّهم في الحقيقة ذُريَّةُ الولاداتِ الثواني، التي بها يستطيع كل واحد منهم أن يتحقق بصفته فوضويا، سيكوباتيا، اشتراكيا، فاشیا، عبقريًا، ذُهانيًا، بوهيميا، شيطانيا، فردانيا، إرهابيًا، نبيًّا، عدَميًّا، ميتافيزيقيا …»، لأنه في هذه كلها، هو الصانع المحدث لأقنعته بيديه.

كذلك يُعرض الذراري المرعبون للحداثة بصفتهم المستهلكين الأواخر عن المواضي جميعًا، سقوطا حُرًّا إلى الأمام أو إلى أعلى… ومن دون مقصورة قيادة.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

للتحميل اضغط هنا

لمناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى