كتاب ذكريات بين الثورة والإبداع – نوال السعداوي
بصوت إنساني نسوي صادح ولغة مباشرة قوية لم تعرف المواربة، قُدّت من صخر فكرها، كتبت نوال السعداوي هذه المقالات التي يُنشر عددٌ منها للمرّة الأولى.
وما شكّل لحمتها وسداها هو الثورة التي أنشدت المؤلفة أناشيدها ولوّنت العالم بألوانها على مدى عمرها المليء بالعطاءات المختلفة وخاصة الأدبية؛ منتقدةً لجنة الخمسين التي قادت دستور ما بعد الثورة؛ مشيرةً إلى أهمية الثورة الثقافية التي ينبغي أن تواكب أي ثورة، بل تسبقها أحيانًا؛ محذّرةً من خطورة التزاوج الثلاثي غير الشرعي بين ديكتاتوريّة الدين وسلطة رأس المال وديكتاتوريّة الاستعمار المتسترة باسم الديمقراطية.
في هذا الكتاب تجدّد المؤلّفة مواقفها وتعبّر عن أفكارها النّضرة العصيّة على البَهَت والشّحوب، منطلقة من حدث الثّورة المصريّة على مبارك ومرسي.
وبوضوح الرؤية التي تبصر العالم بنورها وبشجاعة الالتزام، تتابع ما كانت قد تناولته في كتابها السابق «نوال السعداوي والثورات العربية» الصادر أيضًا عن شركة المطبوعات للتوزيع والنشر. وتعالج أبرز المستجدات على الساحة المصرية، تحفزّها روح وطنية مصرية، تجعلها تسمّي الأمور بأسمائها وتحدّد العدوّ الحقيقي لمصر، من الداخل والخارج على حدّ سواء.
وتقيّم السعداوي أهم المستجدات في بلادها كأحداث سيناء والحراك الداخلي من منظورها الفكري غير التقليدي، فتثني على حركة «تمرّد» التي أثبتت فرادتها على عكس كل الأحزاب القديمة والجديدة، كما تعرّج على الأحداث في المنطقة العربية، مبيّنةً رأيها بداعش مثلًا.
ويتجلّى فكرها التحرّري الأصيل في موضوع المرأة، ومرة أخرى تقف إلى جانبها في وجه المؤسسات الحاكمة كلها، ومنها الأزهر والكنيسة، آخذة عليها طابعها الطبقي الأبوي.
أهمية الكتاب أن مؤلفته لا تتميز فقط بهذا الفكر، بل تتميز أيضًا بموهبة أدبية أَلبَست أفكارها حلة بلاغية فنية جعلتها أعمق تأثيرًا ومكّنتها من التسلُّل إلى القلوب والعقول على مدى أجيالٍ وأحسبُها ستبقى كذلك في المستقبل.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب