كتاب رؤيا خريف – محمد خضير
لا ضير من الاعتراف بجزء من جزيرة، في قصصي هذه: فأنا أعترف بما يجلببها من جبة وجدانية، وشدةٍ اسلوبية. كما لم أتوان، من قبل، عن الاعتراف بما يسربل قصصي الاولى من سرابيل عاطفية رهوة. وكلاهما لباس لا يلائم نوعاً جوهرياً بسيطاً. هذه هي سنة التأليف وتقلباته، وما أنا بخياط موهوم.
ولا ازعم اعتلال جميع رؤاي هنا، إذ عندي – ما عند الساعين مثلي إلى البنية الجوهرية البسيطة – مقاصد لا يتناقض صدق الانفعال فيها مع بساطة البرهان في تركيبها، ولا تتعارض مقدماتها وفروضها مع صحة تصميمها ونتائجها. فالقصة برهان بسيط على انفعال صادق لكن القصة الواحدة، وهي توهم بمفتاح واحد يفتح جميع الابواب، يكون هناك باب واحد يصلح لأن تنفذ منه إليها، بين مجموعة أبواب مظللة. وأنت لا تدخل من الباب نفسه، في كل مرة تروم الدخول إلى قصة غيرها. فما أكثر الابواب، واخداع المفاتيح! ذلكم هو لغز أي كتابٍ يجمع قصصاً متضامنة بين غلافيه، تحسبها متفرقة!
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب