كتاب رائحة الخطو الثقيل – إبراهيم صموئيل
في مجموعته القصصية هذه يتحدث ابراهيم صموئيل عن أجواء التحفي والاعتقال والسجن، فيلتقط ببراعة لحظات إنسانية مؤثرة وحميمة وموجعة، عبر تصادم أبطالها مع شروط حياتهم القاسية، وتمردهم عليها، فنجح في تجسيد لحظة الانفعال وصدق الإحساس عبر تناغم فريد يوحي بخصوصية التجربة، وبتحقيق المتعة والفائدة معاً.
ما يميز الفن الروائي عند ابراهيم صموئيل وفي هذه المجموعة بالذات، أنها تخلو من مشاهد التحقيق والتعذيب والضعف، أو البطولة. أما القضية التي يتعامل معها الراوي – فتبدو خاصة وشخصية. انها تفاصيل من الحياة، ولأنها تفاصيل صغيرة وخاصة وشخصية فإنها أكثر إنسانية من الشعار السياسي.
عندما سئل طفل فلسطيني في الأرض المحتلة: لماذا تكره الاسرائيليين؟ قال: لأنهم لا يسمحون لي أن ألعب بالكرة هنا. وأشار الى ملعب قريب في مدرسة. وهنالك كان الأطفال يلعبون ولا يسمحون للأطفال العرب باللعب. هنا تكمن نظرة الراوي للقضية الفلسطينية – من إجابة هذا الطفل.
“إن حياتنا جحيم” هكذا يعبر “ممدوح عدوان” في تقديم القضية، موضوع الكتاب – يقول: يكفي أنها تجبر شابة، تعلم الصغار، على التفكير في سرقتهم أمام عدم قدرة الدخل على سد الحاجات الضرورية (كما في قصة “ليا”) في هذه المجموعة. “رائحة الخطو الثقيل” نشتم عبر صفحاتها رائحة الوجع العربي، هي تفاصيل صغيرة، تكشف هموماً كبيرة، تبحث عن إجابات، فهل من مجيب؟
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب